You are currently viewing “سفاح نابل” لكريم بالرحومة, أو حين تعيد السينما تصوير بشاعة الواقع

“سفاح نابل” لكريم بالرحومة, أو حين تعيد السينما تصوير بشاعة الواقع

استقبلت “ملكة القاعات” الكوليزي بالعاصمة تونس, سهرة الجمعة العرض ما قبل الأول لفيلم “سفاح نابل” إخراج “كريم بالرحومة”  وبطولة “أحمد الأندلسي” ويشاركه ثلة من الممثلين الآخرين على غرار “الهادي الماجري” و “بلال سلاطنية” و “ميساء ساسي” وفتحي العكاري .والذي يروي وقائع عاشتها تونس خلال فترة الثمانينيات عن طريق سرد تفاصيل جرائم “الناصر”  ، أشهر سفاح في تاريخ البلاد.

ويعتبر فيلم “سفاح نابل” الأول من نوعه الذي يروي تفاصيل جرائم بثت الرعب في نفوس التونسيين خلال أواخر ثمانينات القرن الماضي، و التي تمثلت أساسا في عمليات اختطاف و اغتصاب ثم قتل استهدفت الأطفال في ولاية نابل. إذ يجسد بطل الفيلم الممثل “أحمد الأندلسي”  دور “الناصر” الذي ذهب ضحيته 13 طفلا و انتهى به المطاف إلى الحكم عليه بالإعدام , ليكون أخر مواطن تونسي يطبق عليه هذا الحكم عام  1991.

وسبق العرض,تقديم الفيلم و فريقه التقني, إذ رحّب المخرج “كريم بالرحومة” بالضيوف و الجمهور الحاضرين بالقاعة بكثافة ، شاكرا كافة طاقم العمل على مجهوداتهم من تقنيين و ممثلين وفنيين. وعبّر أنّ الفضل  لعرض الفيلم اليوم يعود للفريق الذي آمن بالمشروع ، خاصة في إطار الظروف المادية الصعبة والتحديات التي واجهها العمل خلال 5 سنوات من التحضير والاعتماد على الإنتاج الذاتي للمنتجين و الشركاء. من جانبه أكد مجدي الحسيني أحد منتجي الفيلم, أنه يتوقع نجاح الفيلم في القاعات لأن الفيلم-حسب تعبيره – تم إنجازه بكثير من الحب و الالتزام بالرغم من قلة الموارد المادية. و في ذات السياق عبر فريق هذا العمل السينمائي عن سعادتهم للمشاركة في الفيلم مؤكدين أنه”حلم مشترك ” رغم العراقيل التي اعترضتهم .

ويسرد الفيلم- الذي تم تصويره في 14 يوم فقط – تفاصيل عمليات الاختطاف و القتل من قبل سفاح نابل و لكنه لم يكتفي بذلك، بل سلّط أيضا الضوء على الاضطرابات و الدوافع النفسية و الاجتماعية التي شجعته  للقيام بهذه الأعمال و خلق الرعب في أنحاء البلاد ، و لعل أهمها مشاهدته المتواصلة لمعاناة أمه الجسدية و الجنسية من قبل زوجها في فترة طفولته.

“سفاح نابل” و إن طرح الأسباب التي دفعت ” الناصر” لاقتراف جرائمه البشعة وإلاّ أنه لا يترك للمتفرج مجالا للتعاطف مع هذا الوحش الآدمي الذي أدخل الرعب في أغلب العائلات في تونس خلال الثمانينات.

و تتواصل العروض الخاصة للفيلم بقاعات سينما باتي قبل إطلاقه الرسمي يوم21 ديسمبر 2022 للجمهور