في افتتاح مهرجان الأقصر للسينما الإفريقية، عبّر المخرج التونسي مراد بالشيخ عن تأثره العميق بفقدان الناقد السينمائي الكبير خميس الخياطي، مستحضراً ذكريات مليئة بالشغف السينمائي واللقاءات الثمينة التي جمعتهما. وقال بالشيخ: “بهذه الطريقة أريد أن أتذكر خميس الخياطي”، مشيرا إلى القيمة الإنسانية والفكرية التي مثّلها الراحل للسينما التونسية والعربية.
وصف مراد بالشيخ خميس الخياطي بأنه كان بمثابة مكتبة سينمائية متحركة، يجسّد عشقه للسينما عبر كتاباته التي فتحت آفاقا جديدة لعشاق الفن السابع. لقد عرّف الجمهور التونسي والعربي على السينما الكلاسيكية وجعلها أكثر قربا من القارئ، مقدما قراءة مختلفة ومتميزة للأفلام.
كما تحدث بالشيخ عن ذكريات خاصة جمعته بالخياطي في شارع “لافاييت” وسط العاصمة التونسية، حيث كان يتمنى دائماً أن تضاء مصادفة تجمعهما لاحتساء القهوة، واصفا الوقت الذي كان يمضيه معه بأنه يساوي دهرا كاملا. وأضاف أن حديث الخياطي عن السينما كان عميقا، ملهما ومليئا برؤى نقدية فريدة تثري الحوار السينمائي وتفتح الأبواب لفهم أعمق لهذا الفن.
وأكد مراد في ذات السياق أن خميس الخياطي سيظل حاضرا في ذاكرة السينما التونسية والعربية بفضل إسهاماته النقدية والفكرية. وفي ختام حديثه، ترحّم على روحه، مشددا على أن الاحتفاء به ليس مجرد تكريم لشخصه بل هو احتفاء بدوره الجوهري في إثراء السينما وتعزيز مكانتها كفن راقٍ يعكس الهوية والثقافة.
يأتي هذا التصريح في إطار احتفال مهرجان الأقصر بالسينما الإفريقية، حيث يهدي المهرجان دورته الرابعة عشر لروح الناقد خميس الخياطي الذي تتجدد ذكراه في قلوب عشاق السينما كلما ترددت أصداء أعماله وكلماته.
