اصطفّ الأطفال وابتسامات الترقب ترتسم على وجوههم، في مشهد يومض بالحماس أمام إحدى أبرز تجارب مهرجان “ڤابس سينما فن” لهذا العام: تجربة الواقع الممتد. في هذا الركن من الجنوب التونسي، لم تعد الشاشة وحدها حاملة الحكاية، بل أصبحت القصة محيطا دائريا، غامرا، يستدعي الحواس كلها ويضع المتلقي في صلب التجربة.
عبر مجموعة مختارة من الأعمال الفنية الغامرة، يستكشف المهرجان الإمكانات الجديدة التي تتيحها تقنيات الواقع الافتراضي والواقع الممتد، في سرد الحكايات وابتكار عوالم تتداخل فيها التجربة الجمالية بالانفعال الحسي.
ما يميز هذا القسم هو تحوّل المُشاهد من موقع المتفرّج السلبي إلى مستكشف حرّ، يختار زاويته ويُعيد رسم المسار السردي بحسب تفاعله. إنها سينما بلا جدران، بلا اتجاه وحيد، تنفتح على احتمالات لا حصر لها، وتمنح الفنانين أدوات جديدة لصياغة قصص أكثر خصوصية وعمقا.
يشرف على القسم الفنان محمد العربي صوالحية، الذي حرص من خلال هذه البرمجة على تقديم أعمال دولية تستكشف الإمكانيات الفنية والسردية التي تتيحها تكنولوجيا الواقع الممتد، بما يتجاوز البعد التقني نحو طرح أسئلة جوهرية حول مستقبل السينما وتحوّلاتها.
ويعد هذا القسم أحد أبرز محاور الدورة الحالية، حيث يوفّر للجمهور تجربة مشاهدة مختلفة تماما، تتحول فيها العلاقة مع الفيلم من التلقي السلبي إلى التفاعل المباشر، إذ يختار المتفرّج زاويته الخاصة ومساره داخل العمل، في سرد بصري مفتوح بزاوية 360 درجة.
تضمّن البرنامج عددا من الأعمال من مختلف دول العالم، من بينها الفيلم الوثائقي “Ancestral Secret” للمخرجتين ماريا خوسيه دياز وفرانسيسكا سيلفا (تشيلي/ألمانيا)، والفيلم التحريكي الوثائقي “Address Unknown: Fukushima Now” للمخرج عارف خان (الولايات المتحدة/اليابان)، بالإضافة إلى الفيلم التجريبي التحريكي “Anouschka” من توقيع تمارا شوجاولو.
