يحتفل العالم اليوم، في الثامن من مارس 2024، باليوم العالمي للمرأة، ولا يمكن لهذا الاحتفال أن يمر دون تسليط الضوء على أبرز رائدات السينما الأفريقية. تلك النساء اللواتي لم يقدمن فقط أعمالا فنية، بل رسمن قصصا مؤثرة عن قوة المرأة وتأثيرها الجمالي في صناعة الفن السابع. من تونس إلى الجزائر، مصر، المغرب، وحتى السنغال، تقف هؤلاء الفنانات كشهود على تراث سينمائي غني وملهم، ينقلنا إلى عوالم متنوعة تناقش تحولات المرأة وتحدياتها عبر عدسة السينما الأفريقية.
سلمى بكار:
في عام 1975، قادت سلمى بكار المشهد السينمائي التونسي كأول مخرجة ومنتجة. “فاطمة 75″، أولى أعمالها السينمائية، هذا الفيلم الذي يروي قصة المرأة التونسية عبر مختلف مراحل التاريخ، من الثلاثينات حيث تأسس الإتحاد النسائي، مرورا بالأربعينات وتضاف الكفاح المرأة إلى الكفاح الوطني، وصولا إلى مرحلة الاستقلال. إنها لحظات تاريخية تظهر تضافر جهود المرأة في بناء وتطوير مجتمعها، رغم أن المكاسب التي تحققت في تلك الفترة تظل غير كافية في تلك الظروف التاريخية الفارقة.
آسيا جبار:
الأكاديمية والكاتبة والروائية والمخرجة الجزائرية، استمرت في رسم معضلات وصعوبات تواجه النساء من خلال أعمالها.
عام 1978، قامت آسيا بإخراج أول فيلم وثائقي طويل بعنوان “نوبة نساء جبل شنوة. يستعرض الفيلم شهادات نساء الريف حول حرب التحرير، والذي توج بجائزة النقد العالمي في فينيسيا عام 1979.
عزيزة أمير:
هي أم السينما المصرية…أول منتجة ومخرجة في تاريخ السينما المصرية، حيث أنتجت أول فيلم طويل صامت عام 1927 بعنوان “ليلى” و في عام 1928 قامت بإخراج فيلم “بنت النيل”.
فريدة بورقيبة
أول مخرجة مغربية، اقتحمت عالم السينما من خلال اخراج فيلم “الجمرة” في عام 1982، ثم تواترت تجاربها الإخراجية لتكشف عن فيلم “طريق العيالات” و”زينب زهرة أغمات” في 2007 و 2014 على التوالي.
السينغالية صافي فاي:
أول مخرجة امرأة في إفريقيا جنوب الصحراء، قدمت فيلمها الأول “رسالة من القرية” عام 1975، والذي يسلط الضوء على قصة حياة القرويين والتحديات التي يواجهونها.
بهذه المشاهد، نجد أن هذه النساء الرائدات لم يقدمن فقط أعمالا فنية متميزة بل رسمن لوحة من التاريخ السينمائي في القارة السمراء.