يحل اليوم الاربعاء 21 جوان ذكرى وفاة “سندريلا الشاشة العربية” سعاد حسني التي تركت خلفها مسيرة عابقة بطعم النجاحات والتتويجات.
سعاد حسني… هي تلك الصغيرة على حب “رشدي أباظة” و”زوزو” التي حيرت النجم “حسين فهمي” بأدائها لأغنية “يا واد يا ثقيل”، وشفيقة الهاربة من أخيها متولي….وهي الشقية التي تمكنت من التربع على عرش قلوب الجماهير العربية.
ميلاد موهبة أمية
شهد يوم 26 جانفي من عام 1946 ميلاد “سعاد محمد كمال حسني” في حي بولا في محافظة القاهرة.
هي الطفلة العاشرة من بين 16 أخا وأختا لأب من أصول شامية.
لم تتسنى لهذه النجمة الفرصة للدخول الى المدرسة بل اقتصرت مسيرتها الدراسية على تعليمها في المنزل فقط.
عرفت سعاد في الساحة الفنية بالنجمة متعددة المواهب لاحترافها الغناء والرقص والتمثيل والفن الاستعراضي، ولعل ذلك ما يشد المشاهد في أغلب أعمالها السينمائية التي بلغت حوالي 91 فيلما.
ويعود الفضل لدخولها الى مجال التمثيل الى الشاعر “عبد الرحمن الخميسي”.
ثنائيات ناجحة ومنافسات قويات
بدأت السندريلا مسيرتها في عالم الفن السابع في عام 1959 من خلال فيلم “حسن ونعيمة” للمخرج “هنري بركات” والذي شاركها في بطولته الفنان “محرم فؤاد”. ويعتبر هذا العمل بمثابة شهادة ميلاد فنانة متعددة المواهب.
ومن ذلك توالت الأدوار عليها لتشارك في عديد الأفلام رفقة أبرز الأسماء المصرية ونذكر من بينها “لورانس العرب عمر الشريف” في فيلم “اشاعة حب” و”مال ونساء” و”ثلاثة رجال وامرأة”.
بالاضافة الى تكوينها لثنائي حقق عديد النجاحات رفقة “الدنجوان رشدي أباظة” من خلال عدة أعمال منها “صغيرة على الحب”، “الحب الضائع” و”جناب السفير”.
كما شاركت الزعيم “عادل امام” في بطولة كل من فيلم “المشبوه” و”حب في الزنزانة”. وكان لها أيضا جملة من الأعمال مع الممثل “نور الشريف” مثل “بئر الحرمان”، “الكرنك” وزوجتي والكلب”.
خلال مسيرتها، تمكنت سعاد حسني” من منافسة أشهر الممثلات الصاعدات في تلك الفترة، مثل “شادية” و”نجلاء فتحي” وغيهن، . إذ تم اختيارها في عام 1996 في المركز الثاني ضمن استفتاء لقب “نجمة القرن 20” خلال فعاليات الاحتفال بمئوية السينما المصرية.
وفي عام 1979 تم تكريمها من قبل الرئيس المصري أنور السادات في احتفالات عيد الفن.
نهاية مسيرة فنية وإنسانية غامضة
وكان آخر عمل لها بعنوان ” الراعي والنساء” قبل أن تبتعد في عام 1987 عن الأضواء بسبب مشاكل صحية في العمود الفقري.
كما تم تداول عديد الأخبار عن تعرض هذه النجمة إلى اكتئاب حاد جعلها تنفرد بالسكن في شقة في لندن طامحة في العلاج والشفاء لكن تلك الآمال باءت بالفشل.
وقد كشف الدكتور عصام عبد الصمد، الذي تابع الحالة الصحية للسندريلا، في كتابه “سعاد حسني” أن مدة مرضها بالاكتئاب دامت 15 عاما.
بالاضافة إلى تأكيدها الى تعرضها الى شلل بسيط في وجهها ساهم في تدهور صحتها النفسية.
وفي الختام، غادرتنا السندريلا وهي تسقط في غموض من الطابق الخامس شقة منزلها يوم 21 جوان 2001 لتكتب الى يومنا هذا لغزا حير بسيرته جماهيرها والصحافة.
فهل كتبت السندريلا نهايتها بالانتحار؟ أم أن الحادثة تحمل في طياتها تفاصيل أخرى أعمق بكثير؟