سمعت عن مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير منذ سنة 2018 وقتها كان المهرجان يقوم بأولى خطواته للتموقع في خارطة المهرجانات والتربّع في قلب اهتمامات الجمهور الإسكندراني, وشاءت الأقدار أن أحضر دورته التاسعة التي انطلقت يوم 16 فيفري و تتواصل إلى غاية 21 من نفس الشهر.فاستطاع هذا المهرجان أن يلفت نظري في أكثر من جزئية و أبهرني في تفاصيل متنوعة و إليكم 5 نقاط ستجعلكم لا تفوتوا هذا الموعد السنوي.
1/ الافتتاح لكل الناس
رفع المهرجان هذه السنة شعار ” السينما لكل الناس” لكن إسمحوا لي بتعديل طفيف وأن أقول ” سهرة الإفتتاح لكل الناس” . ربما هو المخرجان الوحيد الذي و بالرغم من حضور نجوم السينما و صناعها و الإعلام و الصحافة , يوزع دعوات الإفتتاح للجماهير من أمام القاعة في حركة تقطع مع ذاك السور الرهيب الذي يجعل في أغلب المهرجانات باب المسرح و السجاد مكان يستحيل الوصول له.
2/ أفلام للجمهور
خلال حضوري لمختلف أيام المهرجان, دعوني أقول أن مهرجان إسكندرية للفيلم القصير الدولي لا يعرض أفلامه لكراسي فارغة ولا يستورد جمهور لتجميل الصور,بل مهرجان يعرض أفلامه للجماهير المتنوعة في السن و الخلفيات من داخل الإسكندرية و خارجها و لتقريب كل الأفلام إلى الجمهور فقد اعتمد المهرجان ترجمة كل الأفلام إلى اللغة العربية بالإضافة إلى الترجمة الإنجليزية ,مهرجان قدر خلال سنواته الأولى من أن يدخل في عادات الإسكندرانية الذين ينتظرونه من سنة إلى أخرى لمواكبة عروضه ومشاهدة أفلامه.
3/ جمهور للأفلام
للمهرجان جمهور أطلقت عليه كلمة ” جمهور للأفلام” و أعني أن الجمهور الحاضر بكثافة كل سهرة, له هدف واحد وهو مشاهدة الأفلام فتخيلوا أناس يمكثون في الكراسي لحصص عرض تفوق الثلاث ساعات دون ململة أو شغب أو تصرفات للفت الإنتباه. وحسب اعتقادي أن هذا المهرجان بكسبه لمثل هذا الجمهور سيكون قادرا على إرجاع إشعاع الإسكندرية في المجال السينمائي, كيف لا و هي من احتضنت أول عرض سينمائي في مصر.
4/ برمجة فنية رائعة
يعيش المهرجان هذه السنة دورته الثانية بالصبغة الدولية و خلال 4 أيام عرض الإسكندرية للفيلم القصير تم عرض 80 فيلما من 46 دولة وأغلبها تمتاز بحس فني مرهف و تقنيات عالية و يذكر أن الأفلام المشاركة كانت من مصر والسعودية والأردن والكويت والمكسيك والبرازيل وبولندا وفرنسا والأرجنتين والصين وغيرهم، من بينها 17 فيلما تعرض عالميا لأول مرة، و20 فيلما تعرض في أفريقيا والشرق الأوسط للمرة الأولى.
5/ ” صناع السينما” هم نجوم المهرجان
ما يميز مهرجان الإسكندرية للفيلم القصير هو اختيار ضيوفه و المكرمين في مختلف دوراته فمع كل اسم يتم تكريمه يتيح المهرجان الفرصة للجمهور و المبتدئين من صناع السينما أن يكتشفوا أناس ساهموا في صناعة أهم الأعمال السينمائية أو من يتركون بصمة في هذا العالم و تكون لهم فرصة لمشاركة تجربتهم و نقل خبراتهم مع الجمهور من المهتمين.
5+ / مهرجان في قلب البلد
أضفت هذه النقطة لمن ليسوا من سكان الإسكندرية مثلي, فالمهرجان و تواجد عروضه في وسط البلد سيتيح لك فرصة زيارة المدينة و تذوق أكلها و التعرف على ناسها الرائعين. فهذا واحد من أهم أدوار المهرجانات التي لا تسجن ضيوفها في فنادق بعيدة وتحرمهم من التمتع بجمال مدينة شاهدة على أبرز محطات تاريخ البلد.
أوشكت الدورة التاسعة على إسدال ستار دورتها التاسعة وستترك في ذاكرة كل من حضر وشارك صورا و أثرا يعيش معهم في انتظار الدورة القادمة ليتجدد الحب و السينما.
* صور المكتب الإعلامي للمهرجان