مخرج له بصمة خاصة في السينما و التلفزيون, اشتغل مع أهم الوجوه الفنية في مصر في مسيرة انطلقت بالتوازي مع دراسته للسينما, وقدم للجمهور المصري و العربي عددا من الأعمال كأفلام ” محامي خلع” و ” عسكر في المعسكر” و “دم الغزال” بالإضافة إلى مسلسلات مثل ” الجماعة” و “أفراح القبة” ومن قبلها سنوات طويلة من العمل في المساعدة على الإخراج في أهم الأفلام المصرية كفيلم “الإرهاب و الكباب” إخراح شريف عرفة و “شمس الزناتي” لسمير سيف و غيرهم من الأعمال التي حققت نجاحات كبيرة و بقيت عالقة في ذاكرة المشاهد.
محمد ياسين المخرج الساحر حلّ ضيفا على الدورة التاسعة لمهرجان الإسكندرية للفيلم القصير الدولي ليقدم ندوة حول التحضير للفيلم قبل التصوير وآليات التنسيق مع جميع الأقسام الرئيسية ومنها التصوير، الديكور، الموسيقي، الملابس، وغيرها، ويتطرق أيضا إلي كيفية قراءة السيناريو، وتوجيه الممثلين قبل التصوير.
وبأسلوب عفوي وجذاب شارك “ياسين” تجربته و ذكرياته في المجال السينمائي وتحدث محمد عن مرحلة البدايات حينما عمل كمساعد مخرج مع كبار المخرجين موضحا كمسؤول “كلاكات”: ” شيء فظيع إن المخرج يضع ثقته فيك وبتبقى كأنك واقف على المسرح قدام نجوم كبار.. وأنا ربنا إداني حظ إني اشتغل مع نجوم كبار بداية من فاتن حمامه وفريد شوقي وعادل امام واحمد زكي”.
وخلال الماستر الكلاس الذي قدمه للجمهور بإدارة المدير الفني للمهرجان موني محمود, شارك المخرج محمد ياسين تجربته في مراحل إعداد الفيلم, مؤكدا أن انتقاء عناصر فريق العمل هو أمر مهم سواء كان اختيار الممثلين أو تقنيين و من أهم المعايير هي الكفاءة و الإيمان بالمشروع, موضحا:” اوعى تتعامل مع حد ممكن يهد مشروعك ولا يمنعك من تحقيق وجهة نظرك”.
وعلى هامش الندوة , صرّح المخرج المصري محمد ياسين خلال لقاء إعلامي أنه فخور بتجربة المهرجان لأنها حالة فريدة في مصالحة الجمهور المحلي مع الأفلام واصفا ما عاشه خلال عروض الأفلام القصيرة بسينما مترو فاجئه, إذ أنه لم يتوقع أن الجمهور سيكون كامل العدد لمشاهدة أفلام قصيرة من العالم كله.
وتطرق اللقاء كذلك إلى وضع صناعة السينما الآن و خاصة بانتشار المنصات إذ صرّح أن هدف المخرج هو إنجاز العمل الفني مهما سياسته التوزيعية فالأفلام إن كانت تعرض على شاشات السينما أو القنوات التلفزيونية أو المنصات فهذا لن يغير شيئا في الفيلم وفي دور المخرج واستشهد بتجربة المخرج خيري بشارة الذي تميز في أفلامه التي حققت نجاحات كبيرة في دور العرض وكذلك تميز في إخراج فيلم ” يوم حداد وطني في المكسيك” . وأكّد أن جودة الأفلام المقدمة مرتبطة بوجود نقاد محترفين يتابعون الإنتاج السينمائي,مشيرا أن انتشار السوشيل ميديا الآن ساهم في تغييب النقاد مع ضعف المساحات النقدية حتى على المحامل الصحفية و هذا ما أدى إلى ظاهرة ” خلق نجوم و تصدر البحث بين ليلة و ضحاها”.
وتحدث المخرج محمد ياسين عن علاقته بالراحل وحيد حامد، ووصفه بأنه من أجمل وأكثر الأشخاص الذين يرتح في العمل معهم، وهو من الكتاب المنتجين الذين يتمتعون بذكاء شديد جدا في اختيار المشروع ومخرج عمله”. وتطرّق “ياسين” إلى سبب ابتعاده عن الإخراج السينمائي و التجائه للدراما والذي يتمثل في الضغط على المدة الزمنية للعملية الإنتاجية قبل موعد عرضه في القاعات وهذا ما يؤدي إلى العدم القدرة على التحضير الكافي للدخول في تصوير الفيلم.