احتضنت الساحة السينمائية التونسية مساء اليوم الخميس 22 فيفري 2024،بأحد نزل العاصمة، مهرجان “جان روش خارج الأسوار”، وهو من تنظيم معهد البحوث المغاربية بالتعاون مع المكتبة السينمائية التونسية وجمعية مسارب.
المهرجان الذي تستقبله تونس للمرة الأولى منذ تأسيسه في فرنسا عام 1982 شهد خلال الافتتاح حضورا غفيرا لمواكبة عرض الفيلم التونسي “بابل” إخراج كل من إسماعيل، يوسف الشابي وعلاء الدين سليم.
تدور أحداث الفيلم في منطقة الشوشة على الحدود الليبية التونسية، بعد اندلاع الثورة في ليبيا، حيث يتوافد مئات الآلاف من اللاجئين من جنسيات مختلفة، باحثين عن ملجأ إنساني.
يأخذنا هذا الوثائقي في رحلة من اللحظات الأولى لاجتياز الحدود حتى مغادرة اللاجئين للأراضي التونسية، مظهرا الحيرة والترقب أمام المجهول. كما يرصد تفاصيل حياة المتساكنين في المخيمات، مع التركيز على المظاهر الاجتماعية والثقافية والرياضية التي نظمت للترويح عن النفس.
من خلال لغة سينمائية خاصة، تمكن المخرجون من تسخير كاميراتهم لنقل الأحاسيس والمشاهد بطابع شعري، والكشف عن غضب وثورة بعض اللاجئين الذين يترجمون خوفهم بالاعتماد على العنف.
يرصد الفيلم جمال الطبيعة الصامتة ويظهر عجز المناخ في دعم هؤلاء الناس. “بابل”، صراع متواصل ما بين حياة وموت، كما يصوره المخرجون الثلاثة في هذا العمل. لا يمكن للمتفرج أن يشكك للحظة في حجم الصعوبات التي واجهها اللاجئون رغم الجهود الكبيرة التي بذلتها الدولة التونسية والمجتمع المدني.
يذكر أن الفيلم توج في عام 2012 بجائزة لجنة التحكيم في مهرجان مرسيليا السينمائي الدولي.