هند مدب: “حلمي أن تتحقق المدنية في كل بلادنا العربية”

كشفت المخرجة التونسية هند مدب في حوار خاص لمجلة سكرين عربية عن الدوافع التي قادتها لتصوير فيلمها الوثائقي الأخير “سودان يا غالي”. وأوضحت أن الفكرة نشأت من تجربتها مع السودانيين في باريس أثناء تصوير فيلمها السابق Paris Staligrand، الذي تناول اللهجة السودانية وقصة الشاعر السوداني سليمان جاي من دارفور.

وأضافت أن الثورة التي اندلعت في السودان دفعتها للاستجابة لدعوات أصدقائها لمشاهدة الثورة عن قرب وتصويرها، ليشهد العالم معاناة السودانيين، خاصة بعد سنوات طويلة من السفر الشاق والمخاطر التي تحملوها للوصول إلى أوروبا، وكونهم لاجئين لم يكن بمقدورهم العودة إلى وطنهم.
وأكدت مدب أن فيلم “سودان يا غالي” يمثل امتدادا طبيعيا لمسارها السينمائي، فهو استمرار لما سبق أن قدمته في أعمال سابقة. وأشارت إلى أعمالها الأخرى مثل ريترو شعبي، الذي وثق الثورة المصرية، وفيلم Tunisia clash الذي تناول حرية التعبير من خلال أغاني الراب بعد الثورة التونسية وقضية ‘ولد الكانز’ عام 2013.

وأضافت أن هذه الأعمال جميعها تتناول شبابا من بلدان عربية يكافحون من أجل الحرية والكرامة، ويسعون للعودة إلى أوطانهم وهم أحرار، مؤكدة أن هذا الموضوع يشكل محور رؤيتها الفنية.
أكدت مدب أن مفهوم “المدنية” كان دائمًا في قلب اهتمامها، مشيرة إلى أن السودانيين أعطوا للكلمة معنى حيًا من خلال تداولها على نطاق واسع خلال الثورة، لتعبر عن دولة تُدار بواسطة المدنيين. وأوضحت أن حلمها أن تتحقق المدنية في كل البلدان العربية، بما فيها تونس والمغرب والجزائر، وليس السودان فقط. وأكدت أن المدنية ليست مجرد شعار، بل هي مشروع حياة وأمل لكل الشعوب، خصوصًا في العالم العربي حيث لا تزال الحاجة إليها ماسة وملحّة.


وأوضحت “هند” أن فيلمها قريب من الشعب التونسي، مشيرة إلى أن كلا الشعبين عاش الثورة وسعى للتحرر من العنف والاستبداد، وأن الشعب السوداني مثقف وواعي بدرجة كبيرة، كما هو حال الشعب التونسي، مؤكدة أن انتمائها التونسي ساعدها على تصوير هذا العمل وكشف معاناة السودانيين للعالم.


وأضافت أن فيلم “سودان يا غالي” ليس مجرد وثائقي عن الثورة، بل هو رسالة إنسانية نافذة على أحلام الشباب، الحرية، والمدنية، مؤكدة أن العمل يمثل استمرارا لمسارها السينمائي الذي يركز على روح التغيير والكرامة في العالم العربي.