في خطوة تُعدّ سابقة في المشهد السينمائي الفلسطيني والعربي، أعلنت لجنة الاختيار للدورة الأولى من مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة، برئاسة عز الدين شلح، عن مشاركة 79 فيلماً من 28 دولة، تتنوع بين الأفلام الروائية والوثائقية الطويلة والقصيرة. تنطلق فعاليات المهرجان في الفترة من 26 إلى 31 أكتوبر 2025 في مدينة غزة، لتجعل من المدينة المحاصرة فضاءً للحرية والتعبير عبر الفن السابع.
ويضمّ المهرجان أعمالاً من دول عربية وأجنبية من بينها: إيطاليا، فرنسا، العراق، مصر، المغرب، سوريا، لبنان، الجزائر، تونس، الكويت، السويد، سلطنة عمان، قطر، الأردن، كندا، السودان، كينيا، اليمن، السعودية، الإمارات، ألمانيا، بلجيكا، أستراليا، فنلندا، الدنمارك، الأرجنتين، إيران، وفلسطين، في مشهد يعكس مدى انفتاح غزة على العالم، رغم التحديات والظروف الاستثنائية التي تعيشها.
🎥 رسالة المهرجان: السينما صوت المرأة
وأوضح الدكتور عز الدين شلح أن المهرجان استقبل الأفلام من جميع أنحاء العالم دون تمييز بين المخرجين والمخرجات، على أن يكون الفيلم متناولاً لقضايا المرأة من أي زاوية كانت. وأضاف أن لجنة الاختيار التي ضمت كلاً من المخرجة ريما محمود، المخرجة نور الحلبي، والمخرج محمد السهلي، عملت على مشاهدة مئات الأفلام لاختيار قائمة الأعمال المشاركة التي تمثل تنوعاً فنياً وإنسانياً واسعاً.
وقال المخرج محمد السهلي معبّراً عن اعتزازه بالمستوى الرفيع للأعمال المشاركة:
“الأفلام التي وصلتنا من مختلف أنحاء العالم تعبّر عن رؤى فنية وإنسانية عميقة تجسد قوة المرأة وإبداعها في مواجهة التحديات. نشكر كل المخرجين والمنتجين الذين آمنوا برسالة المهرجان وأرسلوا أعمالهم رغم الصعوبات اللوجستية التي تمر بها غزة. هذه المشاركة تؤكد أن الفن والثقافة أقوى من كل الحواجز.”
أما المخرجة نور الحلبي، فعبّرت عن سعادتها بالمشاركة في لجنة المشاهدة قائلة:
“لقد كانت تجربة ثرية ومليئة بالأمل، شاهدنا أفلاماً متنوّعة تعكس قضايا النساء في العالم العربي والعالم، وتكشف تقاطعات في التحديات التي تواجهها النساء رغم اختلاف السياقات. مثل هذه المبادرات تستحق دعماً حقيقياً لأنها تفتح نوافذ جديدة للحوار والتعبير.”
🎞️ تنوّع سينمائي يعكس العالم من منظور النساء
تضم قائمة الأفلام المشاركة مجموعة واسعة من الأعمال التي تمثل أصواتاً سينمائية من القارات الخمس. ففي فئة الأفلام الروائية الطويلة يشارك المخرج الأردني أمجد الرشيد بفيلمه إن شاء الله ولد، إلى جانب أعمال عربية وعالمية مثل وشم الريح للمخرجة المغربية ليلى التريكي، وشكراً لأنك تحلم معنا للفلسطينية ليلى عباس، وانفجارات عاطفية مفاجئة من فنلندا، ومعك أو بدونك من أستراليا.
أما فئة الأفلام الوثائقية الطويلة فتشهد حضوراً قوياً لقضايا المرأة العربية والعالمية، من بينها فيلم من عبد إلى ليلى للعراقية ليلى البياتي، وباي باي طبريا للفلسطينية لينا سويلم، وWomen with class..P للمخرج الفلسطيني المقيم في السويد محمد السهلي.
وفي فئة الأفلام الروائية القصيرة والوثائقية القصيرة، تتنوّع المواضيع بين الحلم والحرية، الهوية والذاكرة، وتبرز أسماء شابة ومواهب نسائية من مصر، سوريا، الجزائر، تونس، والمغرب، إلى جانب أعمال من أوروبا وأفريقيا.
🌿 من غزة إلى العالم
يشكل مهرجان غزة الدولي لسينما المرأة حدثاً استثنائياً في المشهد الثقافي الفلسطيني والعربي، ليس فقط لأنه يسلط الضوء على قضايا المرأة، بل لأنه ينطلق من مدينة تعيش تحت الحصار لتؤكد أن السينما قادرة على كسر العزلة وفتح نوافذ الأمل.
بهذه التظاهرة، تؤكد غزة أن الفن لا يُحاصر، وأن المرأة تظل قادرة على رواية قصتها، ولو من بين الركام.