في مشهد طغت عليه رهبة الفقد وامتزجت فيه السينما بالوفاء، افتتحت المخرجة سلمى بكار كلمتها خلال اليوم الدراسي حول “حقوق المؤلف والحقوق المجاورة في قطاع السينما والقطاع السمعي البصري”، الذي انتظم اليوم 25 جوان 2025، بقاعة عمر الخليفي بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي، بالترحم على روح فقيد الساحة السينمائية، المخرج الراحل علي العبيدي، الذي وافته المنية منذ أيام ووري الثرى في مسقط رأسه الرديف.
بصوتها المتأثر، شددت بكار على ما قدّمه العبيدي من نضالات طويلة دفاعاً عن حقوق المؤلف في تونس، واعتبرته من الأسماء التي جعلت من قضايا المبدعين قضية وطنية تستحق التشريع والحماية، مثمنة أثره الذي سيبقى خالداً في ذاكرة القطاع السمعي البصري.
وفي لفتة وفاء، قُرئ خلال اللقاء نص مؤثر للمخرج إبراهيم لطيف، رثى فيه صديقه الراحل، مستحضراً مسيرته الحافلة وعطاءه الكبير للسينما التونسية، قبل أن يُطلب من الحضور الوقوف دقيقة صمت ترحماً على روحه.
هكذا، تحوّل اللقاء، الذي خُصّص لمناقشة الإطار القانوني لحقوق المؤلف والحقوق المجاورة، إلى مساحة وفاء وصوت اعتراف بمن وضع اللبنات الأولى لنضالات ما تزال مستمرة، دفاعاً عن المبدعين وحقوقهم في وطن يُحسن التقدير حين يشتد الصمت.