لطالما تقمست الأرض دور البطولة في عديد الأعمال السينمائية لنشهد عن تكوين علاقة وكيدة تجمع بين السينما والبيئة. وتكون بذلك الأفلام مرجعا حقيقيا يمكن للمشاهد من خلاله أن يتعمق في الظواهر الطبيعية والمشاكل البيئية ويغوص في البحث عن حلول لها. ولعل ذلك ما تسعى إليه إدارة مهرجان قابس سينما فن من خلال تأسيس قسم خاص بسينما الأرض. وفي هذا السياق تكشف المسؤولة عن قسم سينما الأرض بمهرجان قابس سينما فن “رباب المباركي” في تصريح خاص لمجلة سكرين عربية عن تفاصيل هذا النشاط السينمائي.
سكرين عربية: كشف مهرجان قابس سينما فن منذ إنطلاقه، عن إلتزامه مع البيئة وتطور هذا الإلتزام خاصة بعد تأسيس قسم سينما الأرض الذي لطالما طرح قضايا بيئية شبيهة بالتي تعيشها منطقة قابس. فما الجديد في هذا القسم لهذا العام؟
رباب المباركي: حاولنا منذ بداية المهرجان إختيار مجموعة من الأفلام التي تطرح قضايا مختلفة ومتجددة التي من شأنها أن تعود بالفائدة على المشاهد وتدفعه للتفكير والتحليل والبحث عن حلول لإنقاذ المجال البيئي والحفاظ عليه. وخلال هذه السنة إخترنا أن تكون قائمة الأفلام متنوعة، فمن بين الأعمال السينمائية المشاركة في هذا للقسم نذكر فيلم روائي طويل مشاكل تركز النفايات في عديد المناطق في العالم. ويفسر هذا الفيلم مدى تأثير الإمكانيات المادية للدول في البيئى. فبالنسبة إلى الدول النامية فهي تعول بالأساس على الطبيعة في عملية رسكلة النفايات وذلك عن طريق ردمها، أما الدول المتقدمة فتتبع طرقا أخرى أكثر نظاما وتعتمد على الآلات لتقسيم ورسكلة النفايات. ولعل مثل هذه الأعمال تساعد المشاهد على القيام بمبادرة شخصية وخلق سلسلة قائمة على السير على خطى البلدان المتحضرة.
سكرين عربية: لاحظنا في قسم سينما الأرض تنوعا في مواضيع الأفلام، لكن لماذا لا يتم تنظيم أنشطة أخرى متنوعة في علاقة بالبيئة؟
رباب المباركي: قسم سينما الأرض لن يشهد تنوعا على مستوى الأفلام فقط بل على مختلف الأشطة الأخرى. إذ سنقوم بعرض فيلم يسلط الضوء على تركز المصانع في المناطق الفلاحية وتأثيرها على تركيبة المواد الفلاحية والبيولوجية. وانطلاقا من هذا الفيلم سيكون هناك دورة تكوينية من مبادرة جملة من الشباب والكهول حول البذور البيولوجية والإنتاج الفلاحي و الأسمدة العضوية. وهذه المبادرة تهدف بالأساس إلى تشجيع الفلاحة المحلية والقطع مع البذور المستوردة. كما سننظم حلقة نقاش حول جفاف المياه ، أسبابه والحلول الممكنة للتخلص من هذا المشكل ، وذلك رفقة جمعية مهتمة بالبحث عن جفاف المياه وسائر التيارات والتجمعات المائية. وستكون هناك في هذا الإطار، زيارة ميدانية لبعض ينابيع المياه الطبيعية التي تكاد تكون جافة. كما وفكرنا في تنظيم دورات تكوينية حول الإسعافات الأولية للشباب المولع بالتخييم في الجبال. هذا وستكون هناك أنشطة رياضية مختصة أساسا في تسلق أشجار النخيل.