أيام قرطاج السينمائية، هذا الحدث الذي يحتفي بالفن السابع ويجمع بين التراث والابتكار، يختار أن يكون الخط العربي بطلا لمعلّقته الرسمية لعام 2024. هذه المعلّقة، التي أبدعها الفنان التونسي فوزي الخليفي، تجاوزت حدود المرئي لتلامس أعماق المشاعر والأفكار، ممثلة لوحة فنية تجسد رحلة عبر الهوية والسينما.
تؤكد إدارة المهرجان، من خلال كلماتها عبر صفحاتها الرسمية على مواقع التواصل الاجتماعي، أن الفنون تولد من بعضها البعض في حركة دائرية، تُشبّه بمسارات الكون. هذه الفلسفة تنعكس بوضوح في المعلّقة التي تحمل في طياتها لغة تتحدث عن التداخل بين السينما والخط العربي. فالخط، بأوجهه المتعددة، يُعدّ أصل اللغات وأداة تشكيل الهوية، بينما السينما تمثل رحلة بحث عن الحقيقة من خلال الحكايات والصور.
الفنان فوزي الخليفي، صاحب التصميم، أثرى تجربة أيام قرطاج السينمائية بهذا العمل الفني الذي يعيد الخط العربي إلى الواجهة، ليس كوسيلة تعبير جمالية فحسب، بل كرمز حضاري يحمل في طياته تاريخا وثقافة. يصف الخليفي تجربته بأنها فريدة من نوعها، إذ استخدم الخط العربي كوسيط يُجسّد أوجه السينما المتعددة ويحوّلها إلى لغة بصرية عابرة للزمن.
بإبداع فوزي الخليفي، تصبح المعلّقة الرسمية لوحة ترسم فيها الحقيقة وتحقق الأحلام. هي ليست مجرد تصميم بصري، بل رسالة تتجاوز الشكل لتثير أسئلة عميقة عن الهوية والتعبير والبحث عن الذات، مما يجعلها رمزًا فنيًا يعكس روح أيام قرطاج السينمائية لهذا العام.
بهذا الاختيار، يعيد المهرجان التأكيد على دوره كمنصة تحتفي بالفن بأشكاله كافة، مجسّدا بذلك فكرة أن السينما ليست فقط صورا متحركة، بل لغة بصرية غنية تستقي من الفنون الأخرى لتروي قصصا تمس القلوب والعقول.