أفلام من تحت النار… غزة تُطل على العالم من نافذة الجونة

يعود مهرجان الجونة السينمائي في دورته الثامنة، ليمنح فلسطين نافذة خاصة، حيث تتحول السينما إلى جسر بين الألم والإبداع، وبين غزة المحاصرة والعالم.
تحت عنوان “نافذة على فلسطين”، يقدّم المهرجان في دورته الثامنة (16 ـ 24 أكتوبر 2025) برنامجا استثنائيا، يضم سبعة أفلام وثائقية قصيرة صُنعت بالكامل في غزة، على يد صُنّاع أفلام فلسطينيين حملوا الكاميرا كما يحمل المقاوم بندقيته، وحوّلوا الألم اليومي إلى صور شاهدة على معنى البقاء.

منذ اندلاع حرب الإبادة الإسرائيلية على قطاع غزة في السابع من أكتوبر/تشرين الأول 2023، لم يكن الحصار والجوع والدمار مجرد تفاصيل عابرة في حياة الفلسطينيين، بل صاروا المشهد اليومي الذي يصوغ الحكايات ويكتب مصائر الناس. لكن في قلب هذا الركام، انبثق مشروع المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي، “من المسافة صفر وأقرب”، ليمنح شباب غزة فرصة أن يكونوا رواةً لحكايتهم، لا مجرد شخوص في روايات الآخرين. هذا البرنامج الذي يحتضنه مهرجان الجونة تحت مسمى Ground Zero+، يكشف عن قوة الفن حين يولد من رحم النار، ويثبت أن السينما ليست ترفا، بل ضرورة إنسانية، ووسيلة للمقاومة.

الأفلام السبعة المشاركة هي شظايا حياة، لكنها أيضاً فسيفساء من الصمود:
فيلم احلام صغيرة جدا اخراج اعتماد وشاح
فيلم حكايات غير مكتملة اخراج نضال دمو
فيلم الأمنية اخراج أوس البنة
فيلم الحسن اخراج محمد الشريف
فيلم غزة الى الاوسكار إخراج علاء دمو
فيلم احلام فرح وزهرة اخراج مصطفى النبيه
فيلم الوان تحت السماء اخراج ريما محمود

هذه الأفلام ليست مجرد مشاهد وثائقية، إنها صرخات مكثفة تختزن فيها الروح الفلسطينية وهي تصارع الموت الجماعي، وتقاوم النسيان. فغزة، التي تحولت إلى جرح مفتوح على مرأى العالم، لا تزال تنبض بالحياة عبر فنانيها الذين يكتبون بالتعبير البصري ما عجزت الكلمات عن قوله.

إن مبادرة مشهراوي واحتضان مهرجان الجونة لها يؤكدان أن السينما، في جوهرها، فعل مقاومة، وأنها تظل قادرة على حمل أصوات من يعيشون في الظل إلى فضاء الضوء. ومن نافذة صغيرة على فلسطين، يتسع المشهد ليصبح مرآة للإنسانية جمعاء، شهادة على الألم، ودليل على أن الفن يولد من الرماد كما يولد الحلم من تحت الركام.