لم تكتف لجنة التحكيم بالإشادة بالفائزين فقط، بل قدمت تنويهات خاصة لأعمال أخرى كانت استثنائية في مضمونها وإخراجها. هي كل من فيلم "أوراق جافة" لدليلة الدرعية من سلطنة عمان، "ملح البحر" لليلى بسمة من لبنان، فيلم "أحمر" للمخرجة المصرية جميلة ويفي، إلى جانب عن فيلم "ذاكرة مهمشة" للفلسطينية حياة بنان.
توج الفيلم التونسي "ليني أفريكو" للمخرج "مروان لبيب" بجائزة أفضل فيلم روائي قصير في مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي الذي اختتم نسخته الثانية عشر مساء اليوم 10 أكتوبر 2024. وقد تسلم المخرج الجائزة رفقة منتج العمل "ماهر عباس" حيث عبرا كل منهما عن سعادتهما بهذا التتويج شاكرين كل من ساهم في هذا النجاح.
تحتل السينما العربية مكانة خاصة في قلوب الجماهير، حيث تسعى دوما لتقديم قصص تعكس واقع الإنسان ومشاعره المعقدة، وهي في أغلب الأحيان تحمل رسائل عميقة تتجاوز حدود الزمان والمكان. من خلال المزج بين الفن والفلسفة، استطاعت السينما أن تتحول إلى مرآة للنفس البشرية، تفتح أمام المشاهد نوافذ على عوالم داخلية يعيشها ولكنه قد لا يدركها. في هذا السياق، تأتي أفلام مثل "رحلة 404" لتجسد هذا التوجه، حيث يجمع الفيلم بين الأسئلة الوجودية والتجربة الإنسانية، مقدما قصة عن الصراع الداخلي والخلاص الروحي.
كثيرون هم من يختارون التحدث عن المرأة وقضاياها في الأفلام، غير أن القليل منهم هم من ينجحون في الوصول إلى عمق روحها، وجعل المتفرج يتوقف عند قصتها بتمعن. بين سرديات النضال والمعاناة التي تتكرر كثيرا على الشاشة، يظهر فيلم "الكابيتانة" للمخرج التونسي حسام صانصة، في الدورة الـ12 من مهرجان وهران للفيلم العربي، ليكسر هذا النمط، مقدّما رؤية تتخطى العرض التقليدي للمشاكل، وتذهب نحو ما هو أعمق وأقرب إلى الحياة اليومية التي تعيشها النساء، حيث لا يتناغم الصخب الموسيقي إلا مع هموم خفية تكتمها قلوبهن.
في قلب مدينة وهران، وبين أروقة مهرجانها السينمائي الدولي للفيلم العربي، تتجلى البصمة التونسية مرة أخرى في المحافل الدولية، مسجلة حضورا لافتا ومتميزا يلفت الأنظار. من 4 إلى 10 أكتوبر 2024، تعانق السينما التونسية شاشات المهرجان، ليس فقط بأفلامها التي تتنوع بين الروائي والوثائقي، بل أيضا من خلال مشاركة صناعها في لجان التحكيم المرموقة.
افتتح محافظ مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، عبد القادر جريو، الدورة الثانية عشر من المهرجان اليوم، 4 أكتوبر 2024، معلنًا عودة هذا الحدث السينمائي الكبير بعد انقطاع دام ست سنوات. في كلمته الافتتاحية، شكر جريو كل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذا الحدث، مشيرا إلى أهمية هذه الدورة لكل العاملين في المجال السينمائي وكل الحاضرين الذين شاركوا شغفهم بهذا الفن.
في لحظة امتنان لا تنسى، تم تكريم المخرج العالمي "كوستا غافراس" وزوجته "ميشال راي" خلال حفل افتتاح الدورة الثانية عشرة لمهرجان وهران للفيلم العربي، الذي أقيم اليوم، 4 أكتوبر 2024. في كلمته المؤثرة، عبّر غافراس عن امتنانه الكبير للجزائر، مشيرا إلى أن هذا البلد العربي كان بمثابة طوق النجاة في مسيرته السينمائية.
في كلمته، مشهراوي سعادته بمشاركة أفلام "من المسافة صفر" ضمن هذه الدورة، الذي يمثل بارقة أمل في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها أهل غزة. وقال: "رغم كل الألم والمعاناة التي يعيشها شعبنا في غزة، نحن كصناع سينما متمسكون بالأمل، والسينما هي التي تصنع هذا الأمل، وحتى إن لم يكن موجودا، فإننا نخترعه عبر الأفلام."
بعد غياب دام ست سنوات، يعود مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي في دورته الثانية عشرة، والمقرر إقامتها في الفترة من 4 إلى 10 أكتوبر 2024 بمدينة وهران بالجزائر. تأتي هذه العودة المنتظرة بعد آخر دورة نُظمت عام 2018، حيث يضع المهرجان هذا العام برنامجا متنوعا وزخما في الفعاليات، بمشاركة واسعة من صناع السينما العربية.
تستعد مدينة بجاية الجزائرية لاستقبال النسخة الـ 19 من "اللقاءات السينماتوغرافية" التي ستُعقد من 24 إلى 29 سبتمبر الجاري، حيث سيشارك فيها نحو 40 فيلما من الجزائر وخارجها، من بينها 7 أفلام روائية طويلة، 13 فيلما قصيرا، و5 أفلام وثائقية. هذا الحدث السينمائي، الذي تنظمه الجمعية الثقافية "بروجكت هورت"، يهدف إلى تقديم منصة للسينما المتنوعة والملتزمة بالقضايا الاجتماعية والسياسية.