فاليجا حمراء: إرث الوطن بين حقائب الرحيل…وما ذنب البرتقال؟

ينتهي الفيلم بمشهد لحديقة برتقال، وهي رمز تعبيري قوي عن المقاومة والاستمرار. من خلال هذا المشهد، يقدم المخرج رسالة مفادها أن التونسيين، رغم هجرتهم، يحملون حبا عميقا لبلادهم، وسيظلون يعودون دائما ليعمروا الأرض ويعترفوا بقيمتها. أخيرا يمكن القول أن الفيلم يعتبر شهادة حية عن تجارب التونسيين بعد الثورة، عن حبهم لوطنهم رغم آلامهم، وعن التناقضات التي تعصف بمشاعرهم. يقدم الفيلم رؤية حساسة وعميقة لأسئلة الهوية، الأمل، والارتباط بالوطن، ويترك المشاهد متأملا في المعاني الأعمق للانتماء. 

Continue Readingفاليجا حمراء: إرث الوطن بين حقائب الرحيل…وما ذنب البرتقال؟

“عايشة”: علاش لازم نموتوا باش نجمو نعيشوا؟…سينما البرصاوي تسائل معنى الحياة

"علاش لازم نموتوا باش نجمو نعيشوا؟" هو سؤال ظل يدور في ذهني طوال عرض فيلم "عايشة" لمهدي البرصاوي، ضمن الدورة الخامسة والثلاثين لأيام قرطاج السينمائية. هذه الجملة لم تكن مجرد تأمل عابر، بل كانت محورا لفهم مسار حياة الشخصية الرئيسية، التي وجدت نفسها على حافة الموت لتعيد اكتشاف معنى الحياة. بين ظلال الموت ونور الحياة، يصوغ البرصاوي تجربة سينمائية تتجاوز حدود الدراما لتغوص في عمق الأسئلة الإنسانية الكبرى. الفيلم، الذي يشارك في المسابقة الرسمية للأفلام الروائية الطويلة، يمزج بين الدراما الاجتماعية والإثارة النفسية، ليأخذنا في رحلة استثنائية تكشف أبعادا جديدة للسينما التونسية.

Continue Reading“عايشة”: علاش لازم نموتوا باش نجمو نعيشوا؟…سينما البرصاوي تسائل معنى الحياة

فيلم أرزة: “عندما تلاحق دراجة… فتتعثر ببيروت”

في عالمنا العربي، تصارع الشعوب من أجل البقاء وسط أزمات لا تنتهي. حروب طائفية، انقسامات سياسية واجتماعية، وكأن التاريخ يعيد تشكيل الخرائط بأساليب أكثر قسوة. ومن بين هذه الشعوب، يبرز لبنان كنموذج حي للصراع الذي يمزج بين الجمال والألم، وبين الوحدة والانقسام. وبيروت، هذه المدينة التي حملت على كاهلها أحلام شعب بأكمله، تتحول إلى مرآة تعكس تناقضات الحياة في أول عمل سينمائي للمخرجة ميرا شعيب.   

Continue Readingفيلم أرزة: “عندما تلاحق دراجة… فتتعثر ببيروت”

“والدك… على الأرجح”: عندما يتحول الصمت إلى لغة للمعاناة

السينما، بكل ما تحمله من قدرة على التعبير عن الواقع وتقديمه بطرق فنية متعددة، تشكل مرآة للمجتمعات، تكشف عن تعقيداتها وآلامها وأحلامها. ومن بين الأعمال السينمائية التي تأخذ على عاتقها تسليط الضوء على قضايا إنسانية مؤلمة، يأتي الفيلم الموريتاني "والدك… على الأرجح" للمخرجين الأخوين الطيب وسيدي محمد الطلبة، ليغمر الجمهور في رحلة نفسية وعاطفية تأخذهم إلى أعماق المعاناة الفردية ليحكي قصة تراجيدية تلامس قلوب المشاهدين وتفتح أمامهم نوافذ من الأسئلة الحارقة حول الصمت الاجتماعي وتبعاته.

Continue Reading“والدك… على الأرجح”: عندما يتحول الصمت إلى لغة للمعاناة

فيلم “ماء العين”: يا وجع الأمومة…!

ليس من شيمي في الكتابة أن أفرض على الجمهور اختيار مشاهدة فيلم أو الابتعاد عنه، فالفن مساحة حرة يكتشفها كل منا بطريقته. لكن هذه المرة، أجدني أكتب بروح المشاهدة العادية، متجردة من هويتي الصحفية، وأشعر أنني أمام واجب لا مفر منه. فيلم "ماء العين" للمخرجة التونسية مريم جعبر، الذي تألق في سماء أيام قرطاج السينمائية في دورتها الخامسة والثلاثين، ليس مجرد عمل سينمائي تشاهده، بل هو تجربة تعيد تشكيلك، تعصف بك لتدخلك في عوالم لم تعهدها.

Continue Readingفيلم “ماء العين”: يا وجع الأمومة…!

“ماتيلا”: تسديدة سينمائية مباشرة في مرمى حي ينزف وجعا

منذ الثورة التونسية، شهدت السينما الوثائقية في تونس طفرة ملحوظة، حيث أصبحت نافذة للغوص في أعماق الواقع الاجتماعي والسياسي. تراكمت هذه الأفلام كاستجابة مباشرة لتحولات البلاد، مستفيدة من مناخ الحرية الذي سمح لصناعها بطرح قضايا كانت مهملة أو مسكوتا عنها. ومع ذلك، على الرغم من هذا الزخم الإنتاجي، فإن قلة قليلة من هذه الأفلام نجحت في تقديم صورة حقيقية ومؤثرة لمعاناة الفئات المهمشة في المجتمع. ويأتي فيلم "ماتيلا" للمخرج التونسي عبد الله يحيى ليبرز ضمن هذه الفئة من الأعمال، مؤكدا أن الحقيقة ليست دائما مشرقة، وأن الواقع قد يكون قاسيا ولا يرحم.

Continue Reading“ماتيلا”: تسديدة سينمائية مباشرة في مرمى حي ينزف وجعا
Read more about the article الذراري الحمر: إذا الطفولة سألت بأي ذنب…؟
red path - Lotfi Achour

الذراري الحمر: إذا الطفولة سألت بأي ذنب…؟

  • Post category:سينما

وإذا الطفولة سألت بأي ذنب أُجبرت على عيش ما لا طاقة لها به؟ سؤال خطر ببالي بعد مشاهدتي فيلم الذراري الحمر للمخرج التونسي لطفي عاشور خلال عرضه العربي الأول في…

Continue Readingالذراري الحمر: إذا الطفولة سألت بأي ذنب…؟

من الدمار إلى الأمل: السينما السورية توثق معاناة شعبها

الفن السابع، ذلك الفن الذي لا يقتصر على إعادة تصوير الواقع، بل يتعداه ليصبح ذاكرة حية وتاريخا متجددا، كانت حاضرة في قلب المأساة السورية، تسجل لحظات من الألم، المقاومة، والأمل في وسط الدمار. لم تقتصر السينما السورية على ترفيه جمهورها، بل كانت صوتا للعائلات المشتتة، والمظلومين الذين اختارتهم كاميرات المخرجين ليكونوا أبطالا في أفلام وثائقية وسينمائية جسدت معاناتهم.

Continue Readingمن الدمار إلى الأمل: السينما السورية توثق معاناة شعبها

الذراري الحمر للطفي عاشور يتوج بجائزتين بمهرجان cinemamad ببروكسل

توج الفيلم التونسي "الذراري الحمر" للمخرج لطفي عاشور بجائزتين خلال مشاركته في المهرجان السينمائي Cinemamed المنعقد من 28 نوفمبر إلى 6 ديسمبر 2024 ببروكسال. إذ تحصل على جائزة لجنة التحكيم الخاصة "Prix spécial du jury وجائزة راي مواطن "Regard citoyen".

Continue Readingالذراري الحمر للطفي عاشور يتوج بجائزتين بمهرجان cinemamad ببروكسل