قرر نقاد السينما المصريون منح جائزة اختيار النقاد السنوية لأحسن فيلم مصري في عام 2021 لفيلم “أبو صدام” للمخرج نادين خان، بينما ذهبت جائزة أحسن فيلم مصري في 2020 للفيلم الوثائقي “رمسيس راح فين؟” للمخرج عمرو بيومي. أما جائزة الفيلم أحسن فيلم أجنبي عرض في مصر خلال عام 2021 فذهب للفيلم البريطاني الأمريكي “الأب The Father” للمخرج فلوريان زيلر، بينما تم حجب جائزة الفيلم الأجنبي لعام 2020.
كما هو التقليد المتبع منذ تأسيس الجمعية عام 1972، اجتمعت لجنة التحكيم المشكلة من أعضاء جمعية نقاد السينما المصريين، والتي رأستها هذا العام الناقدة صفاء الليثي. وتضمن النقاش أفلام العامين 2020 و2021 بعدما تسببت جائحة كورونا في عدم إقامة الجوائز خلال العام الماضي. وكان الاجتماع التمهيدي للجائزة قد أسفر عن قرار حجب جائزة الفيلم الأجنبي لعام 2020 والاكتفاء بالفئات الثلاث الأخرى، كما تم التصويت بين أعضاء الجمعية لوضع قائمة قصيرة بالأفلام المرشحة في كل فئة.
حضر التصويت هذا العام في أول فئتين 14 عضوًا، بينما انضم عضوين آخرين لمناقشة وتصويت فئة الفيلم المصري لعام 2021 ليبلغ عدد المشاركين في تحكيمها 16 ناقدًا وناقدة.
البداية كانت مع جائزة أحسن فيلم أجنبي عُرض في مصر خلال عام 2021، والتي ضمت قائمتها القصيرة أفلام “الأب”، “أرض الرُحّل”، “غزة مون آمور”، “الملك ريتشارد”، “الرجل الذي باع ظهره”، “قصة الحي الغربي”، “الرجل العنكبوت لا طريق للعودة”، “ديون”، و”بيت جوتشي”. وبعد مناقشة أفلام القائمة القصيرة اختار النقاد منح الجائزة لفيلم “الأب” بأغلبية كبيرة بلغت 13 صوتًا مقابل صوت وحيد لفيلم “أرض الرُحّل”.
الفئة التالية كانت أحسن فيلم مصري عُرض في القاعات خلال عام 2020، والتي ضمت قائمتها القصيرة أفلام “حظر تجوّل”، “احكيلي”، “رمسيس راح فين”، “صندوق الدنيا”، “توأم روحي”، “بعلم الوصول”، “صاحب المقام”، “يوم وليلة”، “رأس السنة”. التصويت في المرحلة الأولى توزع على النحو التالي: رمسيس راح فين (7 أصوات)، بعلم الوصول (5 أصوات)، احكيلي (صوت)، توأم روحي (صوت). ونظرًا لعدم بلوغ أي فيلم ما يفوق 50% من الأصوات، تمت الإعادة بين أعلى فيلمين ليفوز فيلم “رمسيس راح فين؟” بعدد 8 أصوات مقابل 6 أصوات لفيلم “بعلم الوصول”.
آخر الفئات كانت أحسن فيلم مصري عُرض خلال عام 2021، وضمت القائمة القصيرة فيها أفلام “أبو صدّام”، “عاش يا كابتن”، “كباتن الزعتري”، “قابل للكسر”، “بره المنهج”، “للإيجار”، “فرق خبرة”، “العارف”، “وقفة رجالة”، “موسى”. بعد مناقشة الأفلام المرشحة حُسم التصويت من الجولة الأولى بعد انقسام الأصوات بين “أبو صدام” (10 أصوات) و”عاش يا كابتن” (6 أصوات).
هذا وقام نقاد السينما المصريين بتوجيه أربع إشارات وتنويهات تخص صناعة السينما المصرية خلال العامين موضع المناقشة على النحو التالي:
أولًا: إشارة إلى التحول الحادث في الصناعة ببروز أفلام المنصات السينمائية التي تعرض مباشرة عبر المنصات دون المرور بقاعات العرض، والتي ترشح اثنان منها للقوائم القصيرة خلال النقاش وهما “صاحب المقام” للمخرج محمد جمال العدل و”قابل للكسر” للمخرج أحمد رشوان.
ثانيًا: تنويه متكرر بالمستوى المتميز للأفلام التسجيلية المصرية، والتي فازت بجائزتي النقاد لعام 2019 “الحلم البعيد” لمروان عمارة و2020 “رمسيس راح فين” لعمرو بيومي، بينما جاء “عاش يا كابتن” لمي زايد ثانيًا في اختيارات النقاد لعام 2021.
ثالثًا: تنويه خاص بالمستوى الرفيع لفيلم “فرق خبرة” أول أعمال المخرج شريف نجيب، والذي يحاول الدخول بالسينما المصرية مساحة جديدة من التصالح بين الجاذبية الجماهيرية والقيمة الفنية، مع تقديم حكاية أبطالها في مرحلة عمرية غير معتادة في حكايات الأفلام المصرية.
رابعًا: نظرًا للقيمة المتزايدة للأفلام العربية غير المصرية، اقترح النقاد إطلاق جائزة جديدة تخصص للأفلام العربية غير المصرية، على أن يتم لاحقًا وضع لائحة لها تتناسب ظروف توزيع الأفلام العربية التي لا يُعرض إلا القليل منها في القاعات المصرية.
يُذكر أن جمعية نقاد السينما المصريين هي الجمعية الرسمية التي تضم ممارسي مهنة النقد السينمائي في مصر، وهي منذ تأسيسها عام 1972 تُمثل نقاد السينما المصريين في الإتحاد الدولي للنقاد (فيبريسى) وفي الفيدرالية الأفريقية للنقاد (فاك) وغيرها من الاتحادات والمؤسسات الدولية. وتعد جائزة اختيار النقاد السنوية لأحسن فيلم مصري وأحسن فيلم أجنبي معروض في مصر من التقاليد الراسخة للجمعية منذ التأسيس