يواصل مهرجان عمان السينمائي الدولي تحقيق النجاحات والتطورات اللافتة في الساحة السينمائية العربية. من خلال دوراته المتعاقبة، أثبت المهرجان قدرته على جذب جمهور متنوع وعرض أفلام تلهم وتثير النقاش. في هذا السياق، تواصلنا مع مديرة المهرجان، ندى الدوماني، التي كشفت في حوار خاص لمجلة “سكرين عربية” عن تفاصيل التجارب المميزة لهذا العام، بما في ذلك عروض الأفلام في الشارع واستراتيجيات التواصل الجديدة، بالإضافة إلى التركيز الكبير على القضية الفلسطينية وأهمية ذلك في دعم القضايا المجتمعية عبر الفن.
لفتت عروض الأفلام في الشارع انتباهي ونجحت في جذب جمهور جديد. كيف تقيّمون هذه التجربة على مدى الأيام الثلاثة؟
أشكرك على هذا السؤال. في البداية، كنا مترددين حيال فكرة تقديم العروض في الشارع، حيث كان من الضروري اختيار الأفلام بعناية لتناسب جميع أفراد العائلة، وكانت هذه مهمة صعبة بعض الشيء. لكن المفاجأة كانت أن الأفلام استطاعت جذب المارة بشكل غير متوقع، واستمتع الجمهور بالعروض بشكل كبير، وتفاعلوا مع بعض المشاهد. ومن الجدير بالذكر أن الأفلام التي عرضت كانت قصيرة وسبق وأن شاركت في دورات سابقة للمهرجان.
لقد لاحظنا هذا العام جهودا كبيرة في تطوير استراتيجيات التواصل للمهرجان من خلال الفيديوهات والمقابلات على الصفحة الرسمية. هل كان هذا توجها لخلق جمهور جديد؟
نعم، هذا التوجه جاء بعد تفكير معمق وتردد حول إقامة هذه الدورة من المهرجان، خاصة في ظل الظروف الصعبة التي يمر بها أشقائنا الفلسطينيون. قررنا تعزيز استراتيجيات التواصل لتعريف الناس أكثر بالمهرجان، فهو ليس مجرد تظاهرة احتفالية بل هو وسيلة لزيادة الوعي وتسليط الضوء على قضايا هامة. السينما هي أداة قوية للتعبير، ونحن الآن بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التعبير والإبداع، لذا يجب أن تستمر الثقافة في الازدهار حتى في أصعب الظروف.
شهد المهرجان هذا العام تركيزا كبيرا على القضية الفلسطينية من خلال الأفلام وحلقات النقاش. برأيك، إلى أي مدى يجب على المهرجانات العربية تسليط الضوء على قضايا مجتمعاتها، خاصة أن شعار “عمان السينمائي” لهذا العام هو “احكيلي”؟
تماما، شعار المهرجان لهذا العام هو “احكيلي”، وقد أولينا اهتماما كبيرا بالقضية الفلسطينية ليس فقط بالكلام ولكن أيضا من خلال اختيار الأفلام ولجان التحكيم وورشات العمل واستخدام الأرشيف السمعي البصري. واستضفنا مبادرة “من المسافة صفر” التي تضمنت 22 فيلما قصيرا صورت في غزة من قبل مخرجين شباب. الخطابات التضامنية مهمة، ولكن لا تكفي وحدها، لابد من وضع استراتيجيات فعالة لدعم هذه القضايا.
في النسخة الماضية، تحدثتم عن أهمية استقبال المهرجان للأفلام في عرضها العالمي الأول، وذكرتم أن مهرجان عمان السينمائي يهدف إلى عرض أفلام تفيد المجتمع الأردني بدلا من التنافس مع المهرجانات الأخرى. هذا العام شهدنا العرض العالمي الأول لفيلم “My Sweetland”. هل تعتقدين أن التمسك بالمبادئ هو الخطوة الأولى لتحقيق الأهداف؟
نأمل دائما أن يكون العرض العالمي الأول للفيلم الأردني في بلده. كما ذكرت في السنة الماضية، لا أؤمن بالمنافسة بين المهرجانات، فمهرجان عمان السينمائي الدولي له خصوصيته وأهميته في الساحة السينمائية. الأهم هو استخدام السينما لفائدة الشعوب وتحقيق الأهداف من خلال التمسك بالمبادئ والتوجهات التي تخدم المجتمع.