يحتفل مهرجان “أيام الفيلم العربي” بأوسلو بمرور خمسة عشر عاما على انطلاقه، مقدما لجمهوره فرصة استثنائية لاستعادة أبرز الأعمال السينمائية التي طُرحت في دوراته السابقة. وبهذه المناسبة، يخصص المهرجان هذا العام قسما خاصا، يعرض فيه فيلما واحدا عن كل سنة من عمره، ليكون بذلك بمثابة شهادة حية على تطور السينما العربية خلال العقد ونصف الماضي.
يتضمن البرنامج مجموعة من الأفلام التي لاقت نجاحا جماهيريا ونقديً واسعا، من بينها الفيلم التونسي “على حلة عيني” للمخرجة ليلى بوزيد، الذي افتتح المهرجان عام 2016، و”قضية رقم 23″ للمخرج اللبناني زياد دويري، الذي نافس في جوائز الأوسكار وكان فيلم الافتتاح لعام 2018. كما يعرض المهرجان الفيلم الفلسطيني “التقارير حول سارة وسليم” لمؤيد عليان (2019)، والفيلم التونسي “بيك نعيش” لمهدي البرصاوي، الذي كان من المفترض أن يفتتح نسخة عام 2020 للمهرجان التي تأثرت بجائحة كورونا.
كما سيكون عشاق السينما العربية على موعد مع أعمال مميزة أخرى وهي كل من “إن شاء الله ولد” للمخرج الأردني أمجد الرشيد، الذي لاقى إشادة واسعة، و”أزرق القفطان” للمخرجة المغربية مريم توزاني، الذي أسر قلوب الجماهير والنقاد في 2023. كما ستُعرض أفلام مثل “علي صوتك” للمخرج المغربي نبيل عيوش، والفيلم الفلسطيني “200 متر” للمخرج أمين نايفة، وهو عمل لامس قضايا الهجرة والحدود بطريقة إنسانية عميقة.
15 عاما من الإبداع السينمائي العربي
تمثل هذه الدورة فرصة لمراجعة المحطات السينمائية الأبرز في تاريخ المهرجان، وإعادة تسليط الضوء على أفلام شكّلت لحظات فارقة في المشهد السينمائي العربي. بفضل هذه التظاهرة، يستمر “أيام الفيلم العربي” في أداء دوره كمنصة تجمع بين التراث السينمائي والإبداعات الحديثة، مؤكدة على أهمية استمرارية السرد البصري العربي بمختلف تجلياته.
من خلال هذا البرنامج الغني والمتنوع، يفتح المهرجان نافذة على الماضي ليستشرف المستقبل، محتفيا بالسينما العربية كمرآة تعكس قضايا المجتمعات العربية وأحلامها وتطلعاتها.