في إطار مفعم بروح الفن والسينما، يواصل مهرجان عمان السينمائي الدولي-أول فيلم، تعزيز مكانته في خارطة التظاهرات والمهرجانات السينمائية العربية. فمنذ تأسيسه ولأول مرة، يعلن المهرجان عن اضافة جائزة الاتحاد الدولي للنقاد “الفيبريسي” . وفي هذا السياق تواصلت مجلة “سكرين عربية” مع مديرة مهرجان عمان السينمائي “ندى الدوماني” للحديث عن تفاصيل الدورة الرابعة التي من المقرر أن تنطلق من 15 إلى 22 أوت 2023 تحت شعار “حكايات وبدايات”، في حوار خاص وحصري.
يقام المهرجان هذه السنة تحت شعار “حكايات وبدايات”. ماهي الغاية من هذا الاختيار وهل ستتوفر خلال فعاليات المهرجان عروض لأفلام تسرد قصص بدايات سينمائية في الأردن أو في المنطقة؟
نسعى في كل سنة لاختيار شعار مختلف يتماشى مع روح المهرجان وخصوصيته. السنة الفارطة كان الشعار “أول فيلم أول حب”. وشعار هذه السنة “حكايات وبدايات” يرتبط بتوجه المهرجان الذي يركز أساسا على الأعمال الأولى للسينمائيين. فضلا عن الحكايات التي تسردها السينما بطريقة فنية. فإن مجال الفن السابع هو تكملة لوسائل التعبير عن حكايات مختلفة عبر العصور.
ما الهدف من تركيز المهرجان على الأعمال الأولى للسينمائيين؟ هل جاء هذا الاختيار حبا وسعيا لدعم صناع السينما أم أنه توجه “تكتيكي” للتميز عن بقية المهرجانات الأخرى؟
الحقيقة أنه اختيار عاطفي و”تكتيكي” في الآن ذاته. فهدفنا الأول هو أن تكون للمهرجان خصوصية تميزه عن سائر التظاهرات السينمائية الأخرى. ويجدر الإشارة إلى أن “عمان السينمائي-أول فيلم” يعير اهتماما خاصا بالجمهور الأردني ولا يدخل في عقلية تنافسية مع بقية المهرجانات بل بالعكس.
فأنا أعتقد أن وفرة المهرجانات في عمان أو في أي منطقة أخرى في العالم، من شأنها أن ترتقي بمجال الفن السابع وتطوره.
كما أن “عمان السينمائي” يهدف إلى دعم السينمائيين الشبان في أعمالهم الأولى في العالم العربي. فضلا عن السينما الأردنية الجديدة التي في حاجة إلى المساندة.
فهي بذلك عوامل مشتركة ساهمت في تخصص المهرجان وتمتعه بسمات معينة ومميزة، سواء في إطار المهرجانات الأخرى أو في ما يقدمه من دعم للشباب العرب والأردنيين في عالم السينما.
على اثر متابعتنا للنسخة الفارطة لاحظنا أن المهرجان تجمعه والجمهور علاقة مباشرة. فهل سيشهد المهرجان هذه السنة أنشطة جديدة لجذب أكثر فئة جماهيرية سواء في عمان أو خارجها؟
نحن طبعا نعمل على الترويج للمهرجان على جميع الأصعدة. وفي الحديث عن الأنشطة فسنقوم بتنظيم بعض العروض السينمائية بالمحافظات خارج العاصمة. والأكيد أن المهرجان كسب شهرته أكثر من قبل كحدث ثقافي وطني.
والحقيقة أننا نتطلع لخلق فئة جماهيرية شبيهة بجمهور أيام قرطاج السينمائية. فهو يعتبر أفضل جمهور بتونس لتمتعه بثقافة سينمائية مجتمعية ترسخت فيه على مدى سنوات.
وفي الحديث عن الأردن، فإن الهيئة الملكية الأردنية للأفلام- التي تنظم عروضا دائمة استطاعت على مدى 15 عاما أن تبني جمهورا يتذوق ويستحسن الأفلام غير التجارية.
ولذلك أعتقد أنه كل ما كبر المهرجان عمرا وحجما، سوف تكبر الثقافة السينمائية ويزداد اهتمام سكان البلاد.
ومن المهم الاشارة إلى أن أسعار التذاكر التي يوفرها المهرجان مخفضة بشكل كبير مقارنة بقاعات السينما التجارية بعمان.
إن حديثك عن أسعار التذاكر يقودني حتما للسؤال عن عدد شاشات العرض التي ستتوفر على مدى فترة المهرجان ؟
من المقرر أن تتوفر ستة شاشات لعرض الأفلام خلال فعاليات المهرجان. وهي كل من سينما “رامبو” وسينما الهواء الطلق بالهيئة الملكية للأفلام. فضلا عن 3 قاعات بتاج سينما و”سينما السيارات” بالإضافة إلى تنظيم عروض بثلاث محافظات.
تمت هذه السنة الإعلان عن إضافة جائزة “الفيبريسي” لأول مرة في مهرجان عمان. فهل تمثل هذه الجائزة اعترافا بنجاح المهرجان واكتسابه مكانة مهمة ضمن خارطة المهرجانات العربية ؟
طبعا , جائزة “الفيبريسي” هي اعتراف بمصداقية وجدية المهرجان. ونحن سعداء جدا بهذه الجائزة المعترف بها عالميا خاصة وأنها ستعود بالنفع على المتنافسين. ولذلك فإن تحقيقنا لهذه الإضافة هذا العام هي نتيجة طيبة بالنسبة لنا.
في نص البلاغ المعلن عن جائزة “الفيبرسي” بمهرجانكم، تم ذكر معلومة حول غياب أعضاء أردنيين في هذا الاتحاد الدولي. فهل من شأن هذه الجائزة أن تحمل المهرجان مسؤولية أكبر لدعم المجال النقدي السينمائي في الأردن؟
لا يقتصر هدف المهرجان من عرض الأفلام على تشجيع المشاهد العادي للانفتاح على الثقافة السينمائية والحضارات الأخرى فقط. بل إن “عمان السينمائي” يمكن أن يحفز الشباب للعمل في مجال السينما وأن يفسح المجال للصحفيين المهتمين بالثقافة للتخصص في النقد السينمائي. فضلا عن فتح نافذة النقاشات الواعية حول مواضيع عامة من خلال الأفلام. فإن المهرجان هو بالأساس حراك ثقافي.