ينتظر عشاق السينما تجربة استثنائية في قلب صحراء قصر غيلان مع انطلاق الدورة الأولى من المهرجان الدولي للسينما في الصحراء، المزمع إقامتها من 30 أكتوبر إلى 2 نوفمبر 2024. هذا المهرجان ليس مجرد عرض لأفلام، بل هو فسحة إبداعية متكاملة تجمع بين الفن السابع وقضايا حيوية مثل المناخ والمجتمع، في أجواء مميزة وسط المناظر الطبيعية الساحرة.
يحتضن المهرجان مجموعة من الورشات الإبداعية التي تسعى إلى صقل المواهب الشابة والمساهمة في توعية المشاركين حول قضايا بيئية واجتماعية. من بين الورشات التي تستحق الاهتمام نذكر “سيني-موبايل: السينما والمناخ”، التي يديرها “حمدي الجويني”، مخرج سينمائي وناشط ثقافي. حمدي يعتبر من أبرز الأسماء في المشهد الثقافي التونسي، وقد تميز بتنوع أعماله بين السينما المستقلة وفنون الشارع. تأسيسه لمجموعة “فني رغما عني” وضعه في طليعة الفنانين الملتزمين بالقضايا الاجتماعية، حيث ساهم في العديد من المبادرات الثقافية محليًا ودوليًا، منها قوافل ثقافية في مخيمات اللاجئين السوريين.
إلى جانب هذه الورشة، يستضيف المهرجان ورشة أخرى بعنوان “التصوير الفوتوغرافي: عدسة الصحراء” تحت إشراف مروان الطرابلسي، المصور والمخرج التونسي الذي حقق شهرة عالمية من خلال أفلامه الروائية والوثائقية. الطرابلسي يملك تجربة ثرية في المهرجانات الدولية، وفاز بالعديد من الجوائز عن أفلامه التي تناولت مواضيع إنسانية عميقة، على غرار فيلمه الوثائقي “الرجل الذي أصبح متحفًا”. ورشته تهدف إلى تمكين المشاركين من استكشاف الجمال الطبيعي للصحراء التونسية من خلال عدساتهم، مع التركيز على تقديم تصورات فنية تعكس التنوع البيئي والبيولوجي لهذه المنطقة.
من جهة أخرى، يشهد المهرجان أيضًا حضور الفنان معز القديري الذي سيتولى تقديم ورشة”لقاءات سينمائية” مع المشاركين. القديري، ابن الجنوب التونسي، يُعد واحدًا من أبرز الأسماء في السينما والمسرح التونسي، بفضل مشاركته في أفلام تونسية وأجنبية، إضافة إلى إخراجه لعدة مسرحيات نالت جوائز عالمية. سيكون لقاءه مع المشاركين فرصة للتعرف على تجربته الغنية في التمثيل والإخراج، وفتح نقاشات حول دور الفنان في معالجة القضايا الاجتماعية والثقافية من خلال السينما والمسرح.
يعد المهرجان الدولي للسينما في الصحراء فرصة نادرة للاندماج بين الطبيعة الساحرة والفن، في مسعى لخلق وعي بيئي وثقافي، ودفع عجلة السينما التونسية إلى الأمام.