تستعد تونس لاحتضان الدورة الجديدة من مهرجان “السينما جات”، التظاهرة الثقافية المتنقلة التي تحمل السينما إلى الجمهور أينما كان، بعيداً عن قاعات العرض التقليدية، وفي قلب الفضاءات المفتوحة. المشروع، الذي ينجز بالشراكة مع مبادرة “سينما تدور” وبدعم من الاتحاد الأوروبي، يجمع بين الفن السابع والبيئة والمجتمع، محولاً المدن والقرى والغابات والواحات إلى شاشات نابضة بالصور والقصص.
تنطلق نسخة 2025 برحلتين أساسيتين: الأولى في طبرقة، مدينة البحر والغابة والجاز، من 12 إلى 21 سبتمبر عبر شاشة “سينما تدور” في الهواء الطلق، والثانية في نفطة، واحة الجنوب، من 10 إلى 19 أكتوبر من خلال الشاحنة السينمائية المتنقلة التي تجوب الصحراء.
ويتضمن البرنامج عروضًا لأفلام تونسية وأوروبية قصيرة ووثائقية وطويلة، مع محور خاص بالسينما الإسبانية بدعم من سفارة إسبانيا، ومحور مخصص للسينما الإيطالية يشمل عروضًا وحفلًا موسيقيًا سينمائيًا بقيادة الفنانة الإيطالية Francesca Badalini بدعم من سفارة إيطاليا. كما سيتم تقديم أفلام مدبلجة للأطفال بصوت الفنان التونسي محمد حسين قريع.
إلى جانب العروض السينمائية، يقترح المهرجان سلسلة من الأنشطة الموازية، من بينها ورشات تكوين في صناعة الأفلام القصيرة بالهواتف الذكية، لقاءات مفتوحة مع صناع السينما، نقاشات مع الجمهور، فضلاً عن حفلات موسيقية وسهرات ثقافية.
يهدف مهرجان “السينما جات” إلى تغطية كامل التراب التونسي، من الشمال إلى الجنوب، وجعل السينما جسراً للتلاقي بين الجهات. وقد استطاع المشروع، رغم حداثة تجربته، أن يترك أثراً ملموساً من خلال وصوله إلى أكثر من 35 ألف شخص في سنة واحدة فقط عبر مبادرات ثقافية غيرت حياة الكثيرين وأدخلت السينما إلى الأحياء الشعبية والفضاءات المهمشة.