يحتضن مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي في دورته الرابعة باقة من الأفلام العربية المتميزة، مع عروض أولى محلية ودولية تستهدف إبراز التنوع الثقافي والثراء الفني في السينما العربية. هذه الأفلام تعكس قضايا معاصرة وأخرى تاريخية، وتعرض قصصا إنسانية بلمسات جمالية وإبداعية.
حضور سعودي بارز
يستهل المهرجان فعالياته بالفيلم المصري-السعودي “ضي” (سيرة أهل الضي)، الذي يقدم حكاية ملهمة عن الطفل النوبي “ضي”، الذي يواجه التنمر والتهميش بسبب مرض “البينو”. الحلم يقوده من أسوان إلى القاهرة في رحلة مليئة بالمخاطر، بحثا عن فرصة في برنامج ذا فويس. الفيلم، الذي استغرق إنتاجه أربع سنوات، يحقق عرضه العالمي الأول في المهرجان، ويتوج بمشاركة النجم محمد منير بشخصيته الحقيقية.
فيلم “صيفي” وهو المنافس الوحيد في المسابقة الرسمية، وهو التجربة الروائية الطويلة للمخرج وائل أبو منصور، بعد فيلمه “مدينة الملاهي” عام 2020.
فلسطين على الطريق إلى الحرية
الفيلم الفلسطيني “إلى عالم مجهول”، من إخراج مهدي فليفل، يروي رحلة شابين فلسطينيين من مخيم عين الحلوة” في لبنان إلى أوروبا. بمزيج من الواقعية المؤلمة والأمل، يعالج الفيلم تحديات الهجرة غير النظامية، والإدمان، والبحث عن حياة أفضل.
تونس في قلب الحكاية
يمثل السينما التونسية في المهرجان فيلمان يعكسان وجهين مختلفين للواقع.
“الذراري الحمر” للمخرج “لطفي عاشور” يقدم معالجة شجاعة لقضية الإرهاب والتطرف من خلال قصة أشرف، راعي الغنم الذي يعاني صدمة فقدان قريبه على يد المتطرفين. عبر رؤى نفسية وأجواء مأساوية، يستكشف الفيلم جراح الأطفال في مناطق الصراعات.
“عايشة” للمخرج مهدي برصاوي، تدور حول آية، الناجية الوحيدة من حادث حافلة، التي تختار الهروب من ماضيها لتعيش تحت هوية جديدة. الفيلم حاز إشادات واسعة في عدة مهرجانات دولية مثل فينيسيا ولندن.
رؤى جزائرية متفردة
السينما الجزائرية حاضرة في المهرجان من خلال فيلمين:
“بين وبين” للمخرج محمد لخضر، الذي يتناول حياة القرويين على الحدود الجزائرية-التونسية في صراع يومي للبقاء عبر التهريب، مصورا تفاصيل العلاقات الأسرية والمخاطر المحيطة بهم.
“الصف الأول”، فيلم صامت للمخرج مرزاق علوش، يعرض حياة عائلة جزائرية بسيطة تحاول الاستمتاع بيوم صيفي على الشاطئ، قبل أن تواجه كارثة غير متوقعة.
قصص إنسانية مصرية
تظهر السينما المصرية في المهرجان بأربعة أفلام متنوعة:
“البحث عن منفذ لخروج السيد رامبو”، الذي استوحى أحداثه من قصة حقيقية، يتناول العلاقة العاطفية بين إنسان وحيوانه الأليف وسط صراع من أجل البقاء في مواجهة تهديدات.
سنو وايت”،فيلم اجتماعي يحمل نكهة كوميدية، يناقش قضايا القبول المجتمعي والتحديات المرتبطة بالمظهر الجسدي.
“عبده وسنية” تجربة فريدة تعيد إحياء السينما الصامتة بأسلوب حديث، من خلال قصة زوجين يسعيان للعلاج من العقم في نيويورك.