احتضن مسرح الهواء الطلق بوقرنين مساء السبت افتتاح الدورة الرابعة لمهرجان السينما المتوسطية منارات الذي يأتي هذه السنة تحت ادارة المركز الوطني للسينما و الصورة ليتواصل على مدى اسبوع بعروض افلام في شواطئ مدينة حمام الانف ليكمل المسيرة طوال شهر أوت في مدن أخرى.
افتتاح ممل و غياب الجماهير
وانت تتجول في الضاحية الجنوبية أو أمام مسرح الهواء الطلق بوقرنين لن يجذب انتباهك اي معلقات تعلن وجود افتتاح مهرجان سينمائي أو حدث فني بالرغم من أن الجهة المنظمة اكدت على فتح الابواب للعموم ولكن اقتصر الحضور على عدد من المهنيين والسينمائين و المهتمين بالسينما، هذا الغياب في وسط مسرح يتسع لالاف الجماهير ادخل نوعا من الملل في الاجواء حتى في التفاعل مع مقدمة الحفل الفنانة لبنى نعمان التي قدمت الافتتاح بطريقة جمعت فيها بين مهاراتها المسرحية و الغنائية دون ان تنسى حسها المواطني لتقدم رسائل حول المشاكل البيئية و الهجرة.
للمشاهد العادي أن يلاحظ غياب السينوغرافيا و الديكور و الاخراج الفني للحفل و سيطر السكوت و الصمت بين الفقرات المؤثثة بالاضافة الى هفوات تقنية اعتقدنا أننا تجاوزتاها في مهرجاناتنا التونسية ،.علاوة على افتقار الافتتاح لعناصر كانت يمكن أن تضفي رونقا خاصا للحفل كفيديو تعريفي بمسيرة قيدوم سينما التحريك التونسي زهير محجوب الذي تم تكريمه ببرود كبير.او عرض لتاريخ السينما بحمام الأنف بمناسبة100 عام للسينما التونسية أو حتى عرض برنامج الافلام و تقديم ندواته الفكرية.
بالرغم من البرمجة المعلنة التي تحتوي على افلام مهمة تعالج قضايا شائكة آنية الا ان الحفل لم يشهد حضور ضيوف أجانب او عرب من صناع الأفلام وحسب كلمة الترحيب تجسد الحضور الاجنبي في السيناريست الايطالية ليتشا إمننتي مشرفة ورشة كتابات.
منارات : إلى الخلف سر!!!
واكبنا مهرجان منارات من انطلاق دورته التأسيسية في 2018 التي اقيمت بالشراكة مع المعهد الثقافي الفرنسي وجلبت عددا هاما من المستشهرين والعديد من الضيوف المهمين و ببرمجة غنية و ملهمة،وبعد موسمين ، عاد المهرجان السنة الفارطة بادارة جديدة بقيادة المخرج نظال شطا،الذي قدم مهرجان مخيبا للآمال في البرمجة و التنسيق والفعاليات ليأتي منارات هذه السنة بتجربة جديدة تتكثل في تنظيمه من طرف المركز الوطني للسينما و الصورة دون مدير او هيئة مديرة بدون مستشهرين و “بتقشف” في المصاريف وهذا ما غيّب الطابع الاحتفالي عن افتتاحه.
منذ الندوة الصحفية، صرح مدير المركز، ان فكرة تنظيم المهرجان من قبل المركز الوطني للسينما والصورة، هي تجربة لإتاحة الفرصة لفريق المركز في تنظيم المهرجانات ولكن من المجحف في حق الفريق ان يجبروا على خوض تجربة كهذه بدون امكانيات وبدون وقت يسمح لهم بالتحضير لمهرجان اكتسب مكانة في الخارطة السينمائية .وهذا يفتح لنا المجال للتسائل حول دور المركز الوطني للسينما و الصورة في المهرجانات و عن خطط وزارة الثقافة للتظاهرات السينمائية.
حفل الافتتاح في أي مهرجان، يعد اللقاء الاول مع الجمهور و يمثل فرصة لتحفيز الناس لحضور الفعاليات و بالرغم من إخفاق منارات في إنجاح “حفل” الافتتاح إلا أن المهرجان يقدم برمجة ثرية للجمهور على شواطئ حمام الانف تستحق المتابعة و المشاهدة بالإضافة الى ندوتين تطرحان قضايا السينما و البيئة و الهجرة في السينما التونسية.