تخيل لو سنحت لك الفرصة أن تتوغل في عواطف أبرز المخرجين السينمائيين العرب وحياتهم الإجتماعية لتكتشف أسرارا لطالما كانت غامضة بالنسبة للمتفرج وعشاق السينما وما خفي كان أعظم… ولعل ذلك ما يحدث حين تشاهد فيلم “كاستينغ يوسف شاهين” للمخرج “محمود محمود” الذي يحدثنا اليوم عن تفاصيل عمله السينمائي الجديد الذي يعتبره إهداء ليوسف شاهين وشادي عبد السلام وغيرهم من أسماء صناع السينما المصرية والعالمية.
لو تقدم لنا فيلم “كاستينغ يوسف شاهين”، ورأيك في مشاركته في المهرجان السينمائي الدولي ياسمين الحمامات؟
يدور فيلم “كاستينج فيلم يوسف شاهين” عن تاريخ السينما ومستقبلها. الفيلم هو إهداء لمجموعة من المخرجين مثل يوسف شاهين وشادي عبد السلام وتاركوفيسكي وفيليني وبرغمان وبازوليني وكيم دي دوك وكوروساوا وثيو أنجيلوبولوس. كل هؤلاء المخرجين مروا بنفس الأزمة الإجتماعية والنفسية والفنية والاقتصادية والعاطفية الموجودة في الوقت الحاضر، ونخشى أن يستمر المخرجون في المستقبل في معاناة نفس الأزمة. من خلال الفيلم ، نتعمق في الماضي والمستقبل بأسلوب سينمائي زاهد وبسيط وفي نفس الوقت مليء بالمحتوى السمعي البصري الحديث.
مهرجان ياسمين الحمامات من أحب المهرجانات على قلبي منذ الدورة الأولى لاهتمامه بالسينما بكل معاني الكلمة من حيث سينما المؤلف والحداثة والتأمل والسينما الانسانية برئاسة المخرج العالمي أ. مختار العجيمي. أيضا تونس الحبيبة دائما بجانبي وأعتبرها وطني، وقد عمل المهرجان على جمع كافة الأطياف الفنية والسينمائية من خلال تنظيم ندوات وعروض سينمائية وإتاحة الفرصة للسينمائيين دون الالتفات لأي شيء سوى المحتوى.
قليلة هي أو تكاد تكون منعدمة الأفلام التي تهتم بالجانب الإجتماعي والنفسي والعاطفي للمخرجين خاصة منهم يوسف شاهين. فكيف بدأت فكرة هذا الفيلم؟
فيلم كاستنج فيلم يوسف شاهين أفكر فيه منذ عام 2009 بعد الإنتهاء من عمل مسرحيه إهداء لشاهين مع د. محمد عبد المحسن ومنذ ذلك الوقت وأنا مشغول بسينما شاهين ثم تمر السنوات ويشاركني الحلم المنتج والصديق سامح حلمي ويتحقق الحلم .
ما سبب إختيار المخرج يوسف شاهين بالذات ليكون الشخصية البطلة في قصة الفيلم؟
شاهين وبازولين وتاركوفييكى وكاله، المخرجين الذي تم إهداء الفيلم إليهم هم من اختاروني فأرى دائما أن العمل يختار صاحبه. وأخيرا كل هؤلاء اجتمعوا واشتركوا في نفس الأزمات العاطفيه والنفسيه والفنيه وبرغم ذلك استطاعوا تقديم سينما تعبر عن الإنسان بأي زمان ومكان في الأرض.
أية إضافة يمكن أين يقدمها الفيلم اليوم للمتفرج اليوم؟
أي عمل فني هو إضافة للفن السابع بشكل عام وبشكل خاص أرى أن الفيلم استطاع أن يقترب إلى الحداثة والتقشف والسينما الذاتية دون الاعتماد على أي أساليب مسبقة بل أسلوب شديد الخصوصية ليساعد الفيلم أي إنسان يشاهده سيساعده على التأمل والتفكير والشعور وأخيرا هناك تعبير واضح وأسلوب مختلف في الاعتماد على السرد من خلال الصوره فهناك دائما أفعال مثل الخيانة والإحباط والخذلان واليأس لاتعبر عن المفردات بل الصورة فقط من تنجح في ذلك…
لو تحدثنا عن كواليس تصوير الفيلم كيف كانت؟
: لا أستطيع الحديث عن الكواليس الآن ربما قريبا أتحدث عنها خلال عمل سينمائي وذلك لأسباب خاصة وشخصية.
بالإضافة إلى المهرجان السينمائي ياسمين الحمامات هل للفيلم مشاركات في مهرجانات دولية أخرى؟
شارك في مهرجانات عديدة في ايطاليا وماليزيا والإمارات والسعودية والمجر واليونان والسويدي ولندن وامريكا وغيرهم وحصل حتى الآن على 40 جائزة دولية.