أكد المخرج التونسي “محمد بن عطية” أن فيلمه “وراء الجبل” يطرح بالأساس تساؤلات حول مفهوم العائلة والمعنى الحقيقي لسعادة الفرد. وذلك خلال حضوره في العرض الخاص للصحفيين للفيلم، الذي انتظم اليوم بقاعة الطاهر شريعة بمدينة الثقافة الشاذلي القليبي.
يغوص الفيلم في تداعيات الأزمات والضغوطات التي يعيشها الإنسان، يسلط الضوء بشكل خاص على تحديات الأب في المجتمع العربي. كما يأخذنا المشاهد في هذا العمل في رحلة ملحمية مع البطل “رفيق”، الذي يسعى لإثبات قدرته على الطيران أمام ابنه.
مع كل لحظة من مشاهد الفيلم، تتناثر الاستفهامات في عقول المشاهدين: هل نحن فعلاً سعداء؟ وهل تكفي الظروف المادية والصحة الجيدة لتحقيق السعادة الحقيقية؟
من خلال أحداث الفيلم، يبدو البطل وكأنه يقاوم فكرة الخلل العقلي ويحاول إظهار أنه مجرد إنسان عادي يعاني ضغوطات روتينية ومسؤوليات أبوية وزوجية ويسعى لترسيخ حقه في السعادة الذاتية.
كما تشير الأحداث إلى أن الفيلم ليس مجرد عمل سينمائي ترفيهي، بل يدفع المشاهدين للتأمل في مفهوم الوجود والبعد الإنساني. يتقمص “مجد مستورة” دور البطل بإتقان، وينجح في ترجمة مشاعره ليعكس للمشاهد صورة شخصية مستنزفة طاقيا ونفسيا.
من خلال عرض علاقة الأب بابنه، يعكس المخرج رسالة عميقة حول حرية الفرد وضرورة كسر القيود الاجتماعية التقليدية التي قد تكبل الانساني وتمنعه من تحقيق سعادته. وتظل فكرة “الطيران” المحور الأساسي للفيلم والتي من شأنها أن تعبر عن تمرد بطل القصة فكأنه يقطع مع التضحيات التي اعتادها أو فرضها عليه المجتمع.
في الختام، يعلن المخرج بن عطية بشكل ضمني أن الإنسان ليس مثاليًا، ويدعونا إلى التأمل في أعماق الحياة والبحث عن الهوية الحقيقية في زمن يطغى فيه الروتين وضغوط المجتمع. “وراء الجبل” ليس مجرد فيلم سينمائي، بقدر ما هو رحلة فكرية بين خبايا الذات الإنسانية.