فقدت الساحة الفنية التونسية الفنان محمد الظريف عن عمر ناهز 72 عاما, قضى أغلبه في العمل الفني. هو من مواليد سنة 1951 بالقيروان, خطى أول خطواته في التمثيل من مركز الفن المسرحي في العاصمة التونسية والفرقة المسرحية بالكاف, ثم إنطلق في الكتابة والإخراج والإنتاج في إذاعة المنستير أين قدم مسلسلات وسكاتشات إذاعية نقدية أبرزها المسلسل الإذاعي “يعجبكشي ..عجبكشي” و” فتش مع المفتش”.
لم يحظى الظريف بأعمال عدة في السينما والتلفزيون فقد قدم أول أفلامه “ريح السد” مع المخرج النوري بوزيد سنة 1986 و إنتظر لأكثر من 30 عاما ليقدم دور بطولة في فيلم “ولدي” للمخرج محمد بن عطية سنة 2018. وكان “ولدي” بمثابة رد الاعتبار للفنان محمد الظريف واعتراف بقدراته الفنية, إذ توج من خلاله بعدة جوائز في مهرجانات دولية مرموقة وهي جائزة أفضل ممثل في العالم العربي وإفريقيا في مهرجان الجونة, جائزة أفضل ممثل في مهرجان تاريفا ملقا في اسبانيا وجائزة النقاد العرب على هامش مهرجان كان السينمائي.
وذكر محمد الظريف في مقابلة أجراها مع موقع “الجزيرة” أنه لم يتلقى أي دعوة للتمثيل منذ تصويره لفيلم “ريح السد” مع النوري بوزيد.
ومن المفارقات التي ذكرها الفنان الراحل محمد الظريف,أنه قام بتجربة أداء لدور ثانوي في فيلم “ولدي” بطلب من صديقه لكنه إنسحب بسبب أن القائم على الكاستينغ هو موسيقي ولا يملك أي خبرة في التمثيل ثم عاد الى منزله بالمنستير و أرسل الى المخرج فيديو مدته 45 ثانية قام بتصويره في مطبخ بيته, فتواصل معه المخرج وعرض عليه دور البطولة.
كانت لمحمد الظريف مشاركات في أفلام أجنبية أشهرها فيلم Les roses de Matmata سنة 1986 للمخرج الفرنسي “خوسي بينهيرو” و البلجيكي ” جون بيار بيركمان” . كما قدم أعمال مسرحية عدة أشهرها “عطشان يا صبايا” و”هذا فاوست آخر”, أما في التلفزيون فقد قدم سلسلة “إبحث معنا” التي لاقت نجاحا كبيرا في فترة الثمانينات.
سارة البلومي