عندما نتحدث عن تاريخ السينمائيين، فإننا في الواقع نروي قصة الأمة وتطورها، ونسلط الضوء على الشخصيات التي أثرت في الحياة الثقافية والفنية والاجتماعية. وعند النظر إلى تاريخ السينمائيين التونسيين، نجد أنه يعكس الروح الوطنية والهوية الثقافية لتونس، ويبرز دورهم في صناعة الفن السابع وتأثيرهم على المشهد الفني الوطني والعالمي.
تعتبر بيوغرافيات السينمائيين والفنانين بشكل عام مصادر هامة لفهم عميق لتاريخ السينما وتأثيرهم على المشهد الفني والثقافي. فهي تسلط الضوء على الشخصيات الرئيسية والمحورية التي ساهمت في تطوير الفن السابع وشكلت جزءا لا يتجزأ من تاريخه.
من خلال توثيق حياة وأعمال السينمائيين، نحن في الحقيقة نحافظ على ذاكرة الأمة ونحافظ على تراثها الثقافي والفني للأجيال القادمة. ومن هذا المنطلق، يأتي كتاب “La Famille Samama” للدكتورة التونسية فاتن ريدان كإضافة مهمة إلى مجموعة البيوغرافيات السينمائية، حيث يركز على رائد السينما التونسية “سمامة شكلي” وابنته “هايدي تمزالي”.
يعتبر هذا الكتاب مجلدا أولا من سلسلة كتب بيوغرافية بعنوان من المقرر أن تنشر في شكل موسوعة تحت عنوان “الكويكبات التونسية في سماء السينما النجمية”.
من خلال توجيه الضوء نحو هذه الشخصيات البارزة، يتيح المشروع للقراء فرصة لفهم عميق لتاريخ السينما التونسي ة وتأثيرها على المشهد العالمي. كما يلقي الضوء على الهوية الثقافية والسياسية التونسية، ويشجع على المزيد من الاستكشاف والبحث الأكاديمي لدراسة تفاصيل أكثر عن عائلات وشخصيات أخرى تساهم في تاريخ السينما التونسية.
تشكل هذه الموسوعة مصدرا قيما للدارسين والمهتمين بالسينما التونسية، وتعكس رغبة المؤلفين في تسليط الضوء على التراث السينمائي الغني لتونس وتعزيز الهوية الثقافية المحلية.