“سيد درويش” أو كما يحلو للبعض تسميته “سيد درويش البحر”، الذي يحل اليوم 15 سبتمبر ذكرى وفاته، هو علامة فارقة في تاريخ الفن المصري والعربي. هو الثائر على القواعد والأصول، وقائد الثورة الموسيقية والمكافح ضد المحتل الانجليزي.
فبعد أن كان الفن في فترة ما حكرا على الأرستقراطيين، جاء “سيد البحر” ليفوز لصالح الفقراء والطبقة الكادحة والعاملة دون استثناء، وقد “أسمعت كلماته من به صمم”. ولعل ذلك ما جعل إسمه يخلد كفنان الماضي والمستقبل في مجال الفن السابع.
فإلى أي مدى خلدت الأعمال السينمائية تاريخ فنان الشعب سيد درويش؟
أثرت أعمال “درويش” في مجال السينما المصرية بشكل كبير، خاصة في الأفلام التي طرحت موضوع ثورة عام 1919 والوحدة الوطنية. ففي فيلم “أميرة حبي أنا” ، تأتي سندريلا الشاشة المصرية المصرية لتستحضر موسيقى درويش من خلال أوبريتات تجسدها على ركح المسرح من بينها “البوري بيندهلك اسمع منو” وغيرها.
كما برزت أعماله في ثلاثية الأديب نجيب محفوظ وهي كل من “بين القصرين” و”قصر الشوق” و”السكرية”. فلم يبخل “محفوظ” ابدا في تصوير وتأكيد البصمة التعبيرية والفنية التي تركها “سيد”.
هذا وبعد وفاته، حضر ” سيد درويش” في عديد الأفلام التي سردت قصة نضاله وسلطت الضوء على ابداعه. ففي عام 1966 أخرج “أحمد بدر خان” عملا عن مسيرة هذا الفنان غير المنسي، من انتاج الجزيرة الوثائقية، ومن بطولة هند رستم وكرم مطاوع. ويذكر أن “هاني شاكر” جسد دور “سيد” في هذا الفيلم في مرحلة الطفولة.
وقد نالت هذه السيرة الذاتية جائزة أفضل عمل سينمائي في مهرجان المركز الكاثوليكي بمصر في عام 1967.
وفي عام 2022، جسد الممثل المصري “أحمد هاني” شخصية “درويش” من خلال فيلم، “كيرة والجن” من بطولة “كريم عبد العزيز” وهند صبري” و”أحمد عز”. وبلذك يضل “سيد درويش” فنان الماضي والحاضر والمستقبل. إذ يحاكي فنه مختلف الظروف الإجتماعية والسياسية التي تتواصل مع مرور الزمن.