هي علاقة صداقة قوية رتبها القدر، وأفلام مشتركة ناجحة وتاريخ وفاة واحد جمع بين إثنين من أعظم نجوم الفن السابع وهما الدنجوان “رشدي أباظة” ووحش الشاشة “فريد شوقي”.
خسرت الساحة الفنية رشدي أباظة في 27 جويلية عام 1980، وهو اليوم الذي مان فيه فريد شوقي أول الحاضرين وأكثرهم حزنا على فراق أقرب صديق له. ليرحل هو الآخر عن عالمنا بعد 18 عاما وفي نفس اليوم.
في ماهية الصداقة:
البطل الحلو الي بتحبو البنات، ولما كبر شوية بقا الباشا”… هي كلمات يصف بها الممثل “فريد شوقي” صديقه “رشدي أباظة” في أحد حواراته التلفزية. مؤكدا أن ملامح”رشدي” وشكله المميز مثلان عاملان مساعدان لخلق نجوميته.
هذا وشيدت رانية فريد شوقي عن علاقة والدها بصديقه في أحد حواراتها، قائلة أن “رغم نجومية ومنافسة هذين العملاقين إلا أن صداقتهم كانت أكبر بكثير من ذلك”.
ويذكر أن الصديقين أنشآ معا شركة للإنتاج السينمائي ولظروف عديدة فشلت هذه التجربة ولكن ظلت صداقتهما مستمرة.
كثير هي المقالات والحوارات التي تشهد بحجم العلاقة التي جمعت بين هذين النجمين،ولعل أبرزها مقال نشر في مجلة “الكواكب” في عام 1957. أين عبر الدنجوان عن امتنانه لفريد شوقي الذي اعتبره نعم الرفيق والصاحب، مشيرا بشكل خاص إلى يوم ولادة ابنته “قسمت”.
ففي ذلك اليوم، اضطر رشدي لترك زوجته في المستشفى وهي تعاني آلام الولادة، ليتصل به فيما بعد فريد شوقي مهللا :” مبروك يا رشدي جالك بنت”.
كما تحدث رشدي عن عديد المواقف الأخرى التي بدرت من صديق عمره واصفا إياه “بالجدع”.
نجاحات سينمائية وعظمة التمثيل:
ليست وحدها الصداقة من جمعت بين رشدي وفريد. فقد كشفا لنا الإثنان عن مسيرة سينمائية مشتركة مخللة بالنجاحات. وفي هذا السياق نستعرض أبرز أعمالهما :
رجل لا ينام (1948):
هو أول فيلم يجمع بينهما وهو من إخراج وتأليف “يوسف وهبي”. يسرد العمل قصة طبيب ملتزم ومثالي، تنقلب حياته رأسا على عقب بمجرد معرفة فتاة مريضة فيعالجها.
سلطان ( 1958):
تدور أحداث الفيلم حول قصة الطفل الفقير “سلطان” الذي يكبر فيصبح عسكري. وتشاء الأقدار أن يتهم بالسرقة ويطرد من عمله لتتواصل بذلك الأحداث.
فيلم طريق الشيطان (1963):
شهد الفيلم عرضه الأول في القاعات يوم 2 جوان في عام 1963. وشارك في بطولته كل من فريد شوقي ورشدي أباظة وسامية جمال و كمال عطية.
هي الصداقة والموهبة السينمائية التي ضلتا راسختان في أذهان الجماهير السينمائية المحبة لفريد شوقي ورشدي أباظة. وبذلك ضلت مسيرتهما الحياتية والمهنية مثالا مميزا يقتدى به .