يحتفل العالم في الـ 26 من جوان من كل سنة باليوم العالمي لمساندة ضحايا التعذيب، وهو مناسبة تهدف إلى إبراز القضية الحقوقية المهمة لضحايا التعذيب والتعرف على التحديات التي يواجهونها في جميع أنحاء العالم. يُعتبر هذا اليوم فرصة للتوعية بالظروف المروعة التي تعيشها هذه الأشخاص.
تتعدد طرق التوعية بقضية ضحايا التعذيب، وأحد هذه الطرق هو استخدام السينما كوسيلة لنقل الرسائل والقصص إلى الجمهور. فالسينما تمتلك القدرة على تسليط الضوء على قضايا حقوق الإنسان والاضطهاد، والغوص في كامل تفاصيلها وأبعادها المختلفة. تاريخيًا، شهدت الفن السابع إنتاجات عديدة نبشت خلف التعذيب الإنساني خاصة في السجون ومدى تأثير ذلك على الأفراد والمجتمعات.
وفي هذا السياق نستعرض جملة من أبرز الأعمال السينمائية العربية التي مثلت منصة للتعبير عن القلق والغضب إزاء هذه الجرائم البشعة ولتشجيع المجتمع الدولي على اتخاذ إجراءات للحد منها ومحاسبة المسؤولين عنها.
قد تؤثر الأفلام التي تسلط الضوء على التعذيب في السجون على السياسات الحكومية وتحث الحكومات على اتخاذ إجراءات لمنع التعذيب ومعاقبة المسؤولين عنه. فالوعي العام والضغط العالمي المتزايد يمكن أن يؤثرا في تغيير القوانين والسياسات المتعلقة بحقوق الإنسان.
الفيلم التونسي “صفايح ذهب” (1989):
هو فيلم للمخرج التونسي “النوري بوزيد” ومن بطولة الممثل الراحل “هشام رستم”.
تدور أحداث الفيلم بعد 30 سنة من استقلال تونس عن الاحتلال الفرنسي أي في عام 1987. ويسرد قصة كهل شيوعي في الخامسة والأربعين من عمره، يسجن ويتم تعذيبه بسبب ارائه السياسية.
ومن ذلك يشير المخرج الى مدى تأثير هذه الانتهاكات على الصحة الجسدية والنفسية والحياة الاجتماعية للمسجون.
ولعل “النوري بوزيد” يقطف من ذاكرته لقطات مخيفة وحزينة لتسرد بشكل دقيق في الفيلم. إذ يذكر أن “بوزيد” عاش هذه التجربة خلال حياته المليئة بالمعارضة السياسية والحركات الاحتجاجية والسجن الذي امتد من عام 1973 إلى غاية سنة 1979.
اختير “صفايح ذهب” ليشارك رسميا في مهرجان ” كان” فرنسا سنة 1989 . بالإضافة إلى جائزة أفضل “مونتاج” بمهرجان واقادوقو سنة 1989 والجائزة الأولى بمهرجان ” خريبقة” بالمغرب سنة 1990 وغيرها من المشركات.
الفيلم المصري”الكرنك” (1975):
هو فيلم للمخرج المصري “علي بدرخان” ومأخوذ من رواية بنفس العنوان للأديب “نجيب محفوظ”.
شارك في بطولته كل من “سعاد حسني” و”كمال الشناوي” و”فريد شوقي” و”شويكار” وغيرهم من الأسماء.
ينقد الفيلم بشكل صريح فترة حكم الرئيس المصري الراحل “جمال عبد الناصر” وما يتعرض إليه الشعب خاصة الفئة المثقفة والطلبة من اضطهاد وتعذيب في السجون.
توج الفيلم بعديد الجوائز من بينها الجائزة الأولى للإخراج من وزارة الثقافة، وجائزة خاصة فى الإخراج وأحسن فيلم من جمعية الفيلم.
الفيلم اللبناني “شارع هوفلان” (2011) :
وهو فيلم للمخرج اللبناني ” منير معاصري”. يسلط العمل الضوء أساسا على طلاب أحزاب المعارضة الحزبية خلال فترة الاستعمار السوري في لبنان. حيث يرصد “شارع هوفلان” ما يعانيه هؤلاء المعارضون من اعتداءات وتعذيب من قبل الأجهزة الأمنية داخل السجون.
يشارك في بطولة الفيلم كل من روبير كريمونا وشربل كامل وكارمن بصيبص وجيمي كيروز وغيرهم من الأسماء.