في ظل الأحداث الحالية التي تعصف بقطاع غزة، يبرز اليوم العالمي للطفولة كفرصة للتأمل في واقع الأطفال الفلسطينيين وتأثيرات الحرب على حياتهم. يتساءل الكثيرون عن دور السينما الطفولية في تصوير هذه التجارب الصعبة وتسليط الضوء على قصصهم المؤثرة. ويشار إلى أن صناع الأفلام في فلسطين يعتبرون من الرواد في تقديم رؤى فنية تنعكس على هذه المسائل.
فكيف برز حضور الأطفال في الأعمال السينمائية الفلسطينية؟
في بعض الأحيان، تقدم السينما الفلسطينية رؤية مؤثرة للأمل والقوة الداخلية للأطفال الذين يواجهون تحديات كبيرة. يتم تسليط الضوء على قدرتهم على التكيف والصمود في وجه الصعوبات، وكيف يحاولون الحفاظ على طفولتهم رغم الظروف الصعبة.
على سبيل المثال، في فيلم “ولد، جدار وحمار””، يتناول المخرج هاني أبو أسعد قصة أطفال يتشبثون بما يحلمون به رغم عدوان الاحتلال حيث نرى أحلامهم مجسدة في حمار بريء في زمن الوحشية. يبرز الفيلم قوة إرادة الأطفال واستعدادهم لمواجهة المصاعب بروح مفعمة بالأمل.
كما كشفت عديد الأعمال عن الحياة اليومية للأطفال داخل مخيمات اللاجئين في الأردن ومن بينها نذكر “لما شفتك” للمخرجة “ان ماري جاسر” الذي يظهر فيه الممثل “صالح بكري” بدور “ليث” الذي يتحد مع الطفل “طارق” في رفضهما عيشة اللاجئين والاعتماد على الهروب كحل بديل. وقد تم ترشيح هذا العمل ليمثل فلسطين للمنافسة على جوائز الأوسكار في دورتها الخامسة والثمانين.
في سياق آخر يكشف فيلم “حكاية الجواهر الثلاث” للمخرج “ميشيل خليفي” عن مفهوم الهوية الفلسطينية من خلال قصة الطفل “يوسف” الذي يطلع المشاهد على العناصر الثلاث التي تحدد الكينونة البشرية وهي المكان والزمان والإنسان.
ويأتي فيلم “3000 ليلة” لمي مصري وفيه تلد “ليال”، الأسيرة المظلومة، طفلها “نور” ليكبر بين قضبان السجن. ولعله جاء ليضيء بنوره عتمات ليال تقضيها داخل المعتقل الاسرائيلي. وهو عمل أردني بروح فلسطينية تم اختياره ليمثل الأردن عن فئة أفضل فيلم أجنبي في جوائز الأوسكار التاسع والثمانين.
تعكس هذه الأفلام تنوع وعمق تأثير الصراع على حياة الأطفال الفلسطينيين، وتعتبر منصة لتوثيق تلك التحديات والنضالات بشكل يلامس القلوب ويحمل رسائل قوية حول الصمود والأمل في وجه التحديات الصعبة.