افتتحت المكتبة السينمائية التونسية، مساء اليوم الأربعاء 17 جانفي 2024، برنامج “تونس 2011: الطفرة الوثائقية”، بعرض فيلم “لا خوف بعد اليوم” للمخرج “مراد بالشيخ”، بقاعة الطاهر شريعة بدار الثقافة الشاذلي القليبي.
_يتناول الفيلم -على مدى 74 دقيقة- يوميات شخصيات وطنية وحقوقية وإعلامية ونشطاء سياسيين ومواطنين عاديين، خلال الانتفاضة الشعبية التي شهدتها تونس اعتبارا من منتصف ديسمبر 2011.
وتعتبر الثورة التونسية بطلة القصة ومحور الأحداث التي يدور حولها الفيلم. إذ يتناول العمل بشكل شامل أسباب الثورة وتداعياتها على المواطنين والنشطاء السياسيين.
ويبرز دور المرأة بشكل واضح من خلال العمل… فهي تلك المناضلة والقوية التي تتحدى المرض والغاز المسيل للدموع والتهديدات بالقتل وغيرها من التحديات في سبيل عناق الحرية. فحتى “الثورة” في حد ذاتها هي إسم مؤنث يحمل في طياته رمز الشجاعة والقوة. هذا وعكست الصورة الرجالية دور الحماية والمسؤولية، سواء في شخصيات الآباء أو الأزواج أو المواطنين على حد سواء.
تنجسد الثورة التونسية في الفيلم من خلال أجيال مختلفة. فتحضر الشابة “لينا بن مهني” في هذا الوثائق، ليكتشف المشاهد ممارساتها للصحافة الالكترونية من خلال “التدوين” عبر الانترنت حيث تجوب أنحاء البلاد لتنقل الأخبار وتزيح الستار عن المسكوت عنه وتتحدى بذلك السلطة.
وتأتي الناشطة الحقوقية والمحامية “راضية نصراوي” لترمز إلى جيل آخر مغاير يناضل بطرقه الخاصة. ويرافقها في الفيلم، زوجها السياسي اليساري “حمة الهمامي” ليسرد بدوره تجربته مع السلطة والأمن.
يذكر أن الفيلم تم عرضه على هامش الدورة الرابعة والستين لمهرجان “كان السينمائي” .
يفتح الفيلم أبواب التأمل في مستقبل البلاد، مشيرا إلى أهمية الحرية والتغيير ويدفع المشاهد إلى طرح تساؤلات حول ما إذا كان الشعب التونسي قد قطع فعلا مع زمن الخوف من السلطة والأمن وعن حقيقة معانقته للحرية المطلقة والأبدية.