مبروكة الغانمي ، جدة:
في السنوات الأخيرة، أصبحت هوليوود محط جدل بشأن تقديم الشخصيات التاريخية في الأعمال السينمائية. أحد أبرز الأمثلة هو مشروع فيلم جديد من إنتاج نتفليكس يجسد فيه النجم الأمريكي دينزل واشنطن شخصية القائد القرطاجي الشهير، حنبعل.
هذا المشروع أثار موجة من النقاشات حول الدقة التاريخية مقابل التوسع الإبداعي في السينما، خاصة مع تساؤلات عن ملاءمة واشنطن لتمثيل هذه الشخصية، من حيث خلفيته العرقية ومظهره مقارنة بوصف حنبعل التاريخي.
في لقاء مع الممثل الأمريكي عمر ميلر، أثير هذا الجدل، حيث أوضح ميلر وجهة نظره حول الموضوع قائلاً:
“السينما هي مزيج من الفن والخيال. دينزل واشنطن هو نجم استثنائي لا يخيب الظن، ولكن عندما يتعلق الأمر بالشخصيات التاريخية، هناك تساؤل عن التوازن بين الدقة والخيال. المشكلة ليست جديدة. لقد رأيناها في أفلام مثل أمير بلاد فارس، حيث تم اختيار جيك جيلنهال، الذي يختلف تماماً عن ملامح الأمير الفارسي.”
وأضاف ميلر:
“القضية الأكبر هي أن هوليوود تميل إلى التكيف مع ما يراه السوق مربحاً، حتى لو كان ذلك على حساب الدقة التاريخية. لكن اليوم، هناك تحول نحو مزيد من الإنصاف والوعي بأهمية التمثيل الحقيقي، سواء للشخصيات أو للثقافات.”
ميلر أشار أيضاً إلى أن النقاش ليس فقط حول الدقة التاريخية، بل عن كيفية دعم الإبداع السينمائي. وأكد أن المشكلة الأساسية ليست في الكتّاب، بل في التمويل:
“هناك كتّاب مبدعون قادرون على تقديم قصص جديدة وخيالية، ولكنهم بحاجة إلى استثمارات ودعم لتحقيقها. لذا، نجد أنفسنا نعود إلى التاريخ، لأنه يحمل أسماء وقصصاً معروفة مسبقاً.”
الجدل حول اختيار دينزل واشنطن يفتح الباب للنقاش الأوسع حول تمثيل الشخصيات التاريخية في السينما. هل ينبغي على السينما احترام التفاصيل التاريخية بحذافيرها، أم أن التوسع الإبداعي جزء لا يتجزأ من صناعة الأفلام؟