افتتح محافظ مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي، عبد القادر جريو، الدورة الثانية عشر من المهرجان اليوم، 4 أكتوبر 2024، معلنًا عودة هذا الحدث السينمائي الكبير بعد انقطاع دام ست سنوات. في كلمته الافتتاحية، شكر جريو كل من ساهم في تنظيم وإنجاح هذا الحدث، مشيرا إلى أهمية هذه الدورة لكل العاملين في المجال السينمائي وكل الحاضرين الذين شاركوا شغفهم بهذا الفن.
تحدث “جريو” بحماسة عن السينما الجزائرية ووصفها بأنها لطالما كانت ثورية في روحها ورسالتها. كما أبدى إعجابه الشديد بالسينما وكيف تعلّم منها الصمت والاستماع إلى كبار الممثلين أثناء أدائهم أدوارهم، ما عزز من رؤيته الفنية وطريقته في التعامل مع الفن ككل. وأعلن جريو تضامن المهرجان مع الشعوب المنكوبة في فلسطين ولبنان، مؤكدا أن الفن لا ينفصل عن قضايا الإنسان ولا عن نضالاته. وقد ألقى والي وهران ووزيرة الشؤون الثقافية كلمات في المناسبة، حيث عبّرا عن دعمهما للمهرجان وإصرارهما على استمراره كنافذة على السينما العربية.
تشهد هذه الدورة تكريم السينما العراقية عبر قسم خاص بعنوان “نظرة على السينما العراقية”، حيث سيتم عرض خمسة أفلام روائية ووثائقية تُلقي الضوء على تاريخ ومعاناة الشعب العراقي، مجسدة القوة والإبداع العراقي رغم الصعوبات.وفي المنافسة، يتبارى أكثر من 60 فيلما ضمن أربع مسابقات رئيسية تشمل الأفلام الروائية الطويلة والوثائقية الطويلة والروائية القصيرة والوثائقية القصيرة.
إلى جانب هذه المسابقات، يقدم المهرجان برامج موازية مثل “أفلام السجادة الحمراء”، “وثائقيات وهران”، و”كلاسيكيات وهران”.تخلل الحفل الافتتاحي فقرة غنائية أبدعت فيها الفنانة الجزائرية فلة عبابسة، وأضفى الفنان هواري بن شنات جوا من الحيوية بتقديمه فقرة موسيقية أخرى، ما جعل الليلة مزيجًا من الفن السابع والموسيقى الجزائرية الأصيلة.بهذا الشكل، يعود مهرجان وهران الدولي للفيلم العربي بنبض من جديد، مستمدا قوته من الإرث السينمائي الجزائري ومن الأصوات التي تُناضل عبر الفن من أجل القضايا الإنسانية، ليؤكد مرة أخرى أن السينما ليست مجرد صورة على الشاشة، بل صرخة تعبر الحدود وتهز الضمائر.