انتهى المخرج التونسي حمدي الجويني من تصوير فيلمه القصير الجديد “تحت الماء” (Under the Water)، وهو من إنتاج شركة La Com Chez Vous، وبطولة عبد المنعم شويات، بديس القلعاوي، مريم بن حسن، جمال المداني، وإيـباء الحملي.
يتناول الفيلم قضية إنسانية وبيئية حساسة، حيث يسلّط الضوء على انعكاسات التغيّر المناخي على حياة الأفراد البسطاء. من خلال قصة طارق، الأب الذي يسعى لحماية عائلته من التلوث، يكشف العمل هشاشة الأنظمة القانونية والمالية أمام الكوارث المناخية، وكيف يجد المواطن نفسه وحيدًا في مواجهة مؤسسات تتنصل من مسؤولياتها.
تتمحور أحداث الفيلم حول قرار طارق بالانتقال مع أسرته إلى منطقة ساحلية أملاً في حياة أكثر نقاءً، غير أنّ البحر يمتد ليغمر أرضه، لتبدأ رحلته الشاقة مع شركات التأمين والقضاء، حيث يُرفض ملفه بحجة أن التغير المناخي ليس “كارثة طبيعية”. من خلال هذه القصة، يعرض الفيلم الصراع بين الإنسان البسيط والمؤسسات، في محاولة لدق ناقوس الخطر حول ثغرات القوانين البيئية وضرورة إصلاحها لحماية المتضررين.
ويعتبر “تحت الماء” صرخة إنسانية بقدر ما هو عمل سينمائي درامي، يهدف إلى إثارة وعي الجمهور وصناع القرار بضرورة مواجهة آثار التغير المناخي كمسؤولية جماعية، بدل ترك الأفراد يتحملون وحدهم تبعات أزمات تفوق طاقتهم.
يُذكر أن حمدي الجويني درس في كلية الفنون الجميلة بتونس ومعاهد سينمائية خاصة، وهو من مؤسسي مجموعة “فني رغما عني” لفنون الشارع. تراوحت أعماله بين المسرح، السينما المستقلة، والتجارب التلفزيونية، من بينها “عشرة على العاصمة” (2011)، “البوبية” (2013)، “حمرا كحلة” (2014) و”رڨاص” (2018). كما شارك في ورشات تدريبية وقوافل ثقافية بعدة بلدان عربية، ما يجعل تجربته متفرّدة في الربط بين الفن والالتزام الاجتماعي.


