تتواصل فعاليات الدورة العاشرة للمهرجان الدولي للفيلم الروائي والوثائقي القصير بجربة، حيث يلتقي عشاق السينما وصناعها في أجواء تجمع بين الإبداع والتفاعل الثقافي. شهد صباح الأحد عرض المجموعة الأولى من الأفلام المشاركة في المسابقة الرسمية للفيلم الوثائقي القصير في المركب الثقافي بمدنين والمبيت الجامعي أوليس بجربة. كما احتضن الأخير ماستركلاس بعنوان “أضواء على السينما الكندية”، تخلله عرض فيلم “امرأة في كندا”.
وفي إطار الورشات التكوينية، تواصلت ورشة “إخراج الفيلم الوثائقي” تحت إشراف المخرج يونس بن حجرية بالمركب الشبابي بميدون. تطرقت الورشة إلى قواعد اللغة السينمائية وأساليب صياغة قصص مؤثرة وجذابة، مع التركيز على البعد الأخلاقي في صناعة الأفلام الوثائقية، بما في ذلك حقوق التأليف، رخص التصوير، ومصداقية المحتوى. اختُتم اليوم الأول بعرض الفيلم الوثائقي “Samsara” للمخرج رين فريك، الذي فتح باب النقاش حول رؤيته الفلسفية والجمالية.
انتقلت الفعاليات في اليوم الثاني إلى دار الثقافة بأجيم، حيث تم عرض مجموعة جديدة من الأفلام المشاركة في المسابقة، أعقبها نقاشات معمقة بمشاركة المخرج يونس بن حجرية، الناقد السينمائي كمال بن وناس، الأكاديمية سعاد الزريبي، والجمهور. برز فيلم “شعلة” للمخرج العراقي هاني القريشي كنقطة محورية للنقاش.
وفي المساء، شهدت قاعة لاغورا بجربة عرض عشرة أفلام روائية قصيرة مشاركة في المسابقة الرسمية، وسط حضور جماهيري تفاعل مع تنوع المواضيع والطروحات الفنية. هذا وقدم، اليوم الاثنين، الناقد السينمائي كمال بن وناس ماستركلاس حول “تلقين مبادئ النقد السينمائي”، في خطوة لتعزيز الوعي النقدي ودعم المواهب الشابة.
رغم أجواء الحماس، خيّم غياب المخرج السوري مهند كلثوم، الذي تعذر عليه الإشراف على ورشة “فن التمثيل السينمائي” بسبب الأوضاع الصعبة في سوريا ولبنان. هذا الغياب أضفى بُعدا إنسانيا على المهرجان، مؤكدا أهمية الفن كنافذة للتعبير عن القضايا الإنسانية وتحدياتها.