بعد سنوات من التوقف… هل يستعيد مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب مجده؟

You are currently viewing بعد سنوات من التوقف… هل يستعيد مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب مجده؟

بعد سنوات من التوقف… هل يستعيد مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب مجده؟

  • Post category:أخبار

بعد غياب استمر ست سنوات، يعود مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب إلى الساحة السينمائية في دورته الرابعة عشرة، التي من المقرر أن تقام في الفترة من 8 إلى 12 أفريل 2025. هذه العودة تمثل فرصة للمنظمين لإحياء هذا الحدث الثقافي الذي تأسس عام 1991 على يد رواد السينما التونسية، ليصبح واحدا من أبرز المهرجانات العربية المخصصة للأطفال والشباب.

افتتاح واعد وبرمجة دولية

تنطلق فعاليات المهرجان بعرض الفيلم الوثائقي التونسي “ماتيلا” للمخرج عبد الله يحيى، في المسرح البلدي بسوسة. وستشهد الدورة الحالية حضور 22 بلدا من مختلف أنحاء العالم، تتنافس في مسابقات متنوعة، حيث تضم المسابقة الرسمية للأفلام الطويلة 11 عملا، بينما تتضمن مسابقة الأفلام القصيرة 9 أعمال متميزة.

أما مسابقة الأفلام القصيرة للشباب تحت سن 30 سنة، فستعرض 28 عملا واعدا، وسيشرف على تقييم هذه الأعمال نخبة من السينمائيين، من بينهم الممثل التونسي خالد بوزيد، والمخرج السوري المهند كلثوم، والخبرة الثقافية في منظمة الإيسيسكو مانويلا فيتر نيكوليتي.

واحدة من الفقرات المميزة في هذه الدورة هي عرض مشروع “من المسافة صفر”، الذي يضم 22 فيلما قصيرا من إنتاج سنة 2024، بإشراف المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي. هذا المشروع يوثق بعدسات مخرجين وفنانين من قطاع غزة العدوان الإسرائيلي على القطاع بعد 7 أكتوبر 2023، ويعكس شهادات حية وتجارب بصرية مؤثرة.

كما سيحتفي المهرجان بذكرى 87 عاما على أحداث 9 أفريل 1938، من خلال عرض فيلم “النافورة” للمخرجة سلمى بكار، ليعيد تسليط الضوء على محطات نضالية من التاريخ التونسي.

ستتوزع العروض على أربع فضاءات ثقافية في سوسة، تشمل المسرح البلدي، ودار الثقافة القلعة الصغرى، ودار الثقافة حمام سوسة، إضافة إلى الحافلة السينمائية “السينما تدور”، التي تهدف إلى إيصال العروض إلى جمهور أوسع في المناطق غير المغطاة بالقاعات التقليدية.

إلى جانب العروض السينمائية، يقدم المهرجان سلسلة من الورشات التدريبية الموجهة للسينمائيين الهواة في مجالات التصوير الفوتوغرافي، التمثيل أمام الكاميرا، الصورة السينمائية، الكتابة للفيلم الوثائقي، وكتابة السيناريو للفيلم الروائي.

مع عودة مهرجان سوسة الدولي لفيلم الطفولة والشباب بعد ست سنوات من التوقف، تتجدد الآمال في استعادة مكانته كمنبر سينمائي رائد للأطفال والشباب في العالم العربي. هذه النسخة ليست مجرد دورة جديدة، بل هي رهان على المستقبل، حيث تمتزج التقاليد السينمائية الطموحة برؤية حداثية تسعى إلى تمكين الشباب ودعم الإبداع. فهل تكون هذه العودة بداية لمرحلة جديدة من الإشعاع الثقافي، أم أن التحديات الراهنة ستفرض مسارات مختلفة؟ يبقى السؤال مفتوحا، بينما يتطلع الجميع إلى مهرجان يواكب تطلعات الجيل الجديد ويؤسس لمستقبل أكثر إشراقا للسينما الموجهة للطفولة والشباب.