اليوم، تفتح أيام قرطاج السينمائية ستارها مجددا، معلنة انطلاق واحدة من أهم التظاهرات السينمائية في تونس، افريقيا والعالم العربي . من 14 إلى 21 ديسمبر 2024، تتحول العاصمة التونسية إلى قلب نابض بالسينما، حيث تحتضن فعاليات المهرجان مزيجا من العروض، النقاشات، والتكريمات التي تحتفي بالفن السابع بمختلف أشكاله.
شوارع تونس تتزين بالألوان، والسجاد الأحمر يمتد بسخاء لاستقبال صناع السينما من كل أنحاء العالم. بين ضجيج الكاميرات وأضواء الفلاشات، تنطلق رحلة جديدة مليئة بالحكايات والقصص التي تعبر عن هموم الإنسان وأحلامه.
على مدار أسبوع، سيكون للجمهور موعد مع عروض لأفلام محلية ودولية، تمثل مدارس سينمائية مختلفة، من الواقعية الجريئة إلى التجريبية الحالمة. كما يُنتظر أن تشهد الدورة تكريم رموز سينمائية، وورش عمل تهدف إلى تعزيز الحوار بين الأجيال السينمائية المختلفة، من الرواد إلى الشباب المبدعين.
منذ انطلاقه، يظل أيام قرطاج السينمائية أكثر من مجرد مهرجان. هو منصة تُعبّر عن قضايا المجتمعات، وتحتفي بالإبداع الإنساني، وتعكس نبض العالم العربي وإفريقيا. ومن خلال هذه الدورة، تعيد تونس تأكيد مكانتها كوجهة سينمائية فريدة، حيث السينما ليست فقط فنا، بل لغة حية تحكي قصصنا وتوثق لحظاتنا.
عرس سينمائي حزين
رغم هذه الأجواء الاحتفالية، تحمل هذه الدورة طابعا خاصا ممزوجا بالحزن، بفقدان الفنان القدير فتحي الهداوي، الذي رحل قبل أيام قليلة من انطلاق المهرجان. غياب الهداوي يترك فراغا كبيرا في المشهد السينمائي، إذ كان من أبرز وجوه هذا العرس الثقافي، وشخصية لا تُنسى في تاريخ السينما التونسية.
بين فرحة البداية وشجن الغياب، تنطلق فعاليات أيام قرطاج السينمائية، لتكتب فصلا جديدا من حكاية عشق لا تنتهي بين تونس والسينما.