غيّب الموت أمس الثلاثاء أسطورة من أساطير السينما العالمية، الممثلة الفرنسية-الإيطالية كلوديا كاردينالي، عن عمر ناهز 87 عاماً، في مقر إقامتها بضواحي باريس. برحيلها، تفقد الشاشة الفضية إحدى أبرز أيقوناتها وأكثرها سحراً وتأثيراً في ستينات وسبعينات القرن العشرين.
ولدت في حلق الوادي، على شاطئ تونس، حيث البحر يلامس الحكايات وتتشابك اللغات والثقافات. هناك، صعدت أول سلّم نحو الخلود حين تُوجت بلقب “أجمل إيطالية في تونس”، قبل أن تحملها الأقدار إلى مهرجان فينيسيا، ومنه إلى عوالم لم تكن تحلم بها طفلة كانت ترغب أن تصبح معلّمة. لكن السينما اختارتها، وكتبت لها قدراً آخر.
وُلدت كاردينالي سنة 1938 في حلق الوادي، حيث اختلطت هويتها الأولى بنسائم المتوسط وتعدد اللغات والثقافات. هناك، صعدت أول سلّم نحو الخلود حين تُوجت بلقب “أجمل إيطالية في تونس”، قبل أن تحملها الأقدار إلى مهرجان فينيسيا، ومنه إلى عوالم لم تكن تحلم بها طفلة كانت ترغب أن تصبح معلّمة. لكن السينما اختارتها، وكتبت لها قدراً آخر.
من ظهورها الأول إلى جانب عمر الشريف في جحا (1957)، مروراً بروائع السينما الإيطالية مثل روكو وأشقاؤه (1960) للوتشينو فيسكونتي وثمانية ونصف (1963) لفيديريكو فيليني، وصولاً إلى تألقها في هوليوود مع أفلام خالدة مثل النمر الوردي (1964) والمحترفون (1966)، رسخت كاردينالي مكانتها كرمز لا ينسى.
لكن وراء الجمال الذي أسر الكاميرا، كانت تكمن شخصية فنية صلبة. رفضت أن تُختزل في صورة إغراء، وأعلنت بوضوح حدودها الفنية، محافظة على كرامتها وسط بريق لم يرحم. ذلك المزيج بين الكبرياء والموهبة منحها حضورا نادرا، ووهجا تجاوز حدود الزمان والمكان.
كلوديا كاردينالي، التي حملت جزءا من هوية تونس في تكوينها، رحلت تاركة إرثا سينمائيا ثريا، وصورة امرأة استثنائية جمعت بين الجمال، الكاريزما، والموهبة، لتبقى واحدة من أيقونات الشاشة العالمية الخالدة.