You are currently viewing القاهرة بعيون يوسف شاهين: هل هي حقا “منورة بأهلها، أم أن للسينما رأي مغاير؟

القاهرة بعيون يوسف شاهين: هل هي حقا “منورة بأهلها، أم أن للسينما رأي مغاير؟

“كان جالي فاكس من التلفزيون الفرنساوي، عايزني أعمل فيلم عن القاهرة…فكركم هما منتظرين مني إيه!..
هكذا يصف المخرج المصري “يوسف شاهين” موقفه عندما كلفه التلفزيون الفرنسي بتصوير فيلم عن القاهرة، لسلسلة إخبارية بعنوان Envoyé spécial، ليجد نفسه أمام صورة سينمائية مختلفة تعبر عن رؤيته الخاصة لهذه المدينة الصاخبة. هذه التحفة الفنية تعرضها منصة “أفلامنا أون لاين” ضمن برنامجها لهذا الشهر.

يستعرض الفيلم “القاهرة منورة بأهلها” للمخرج يوسف شاهين، جوانب متنوعة من حياة العاصمة المصرية، حيث يظهر القاهرة كمدينة تتميز بالتناقضات والحياة اليومية النابضة بالضوضاء. يبرز شاهين حبه العميق للمدينة من خلال فيلمه القصير الذي يجمع بين النمط التوثيقي والروائي.

في أحد مشاهد الفيلم، يعبر “شاهين” عن مدى تعلقه بالعاصمة المصرية بطريقته الخاصة وبلغة فرنسية: “أحب القاهرة بعمق… النيل الذي يعطي الحياة. الشمس التي تدفئك. بدون شك هي مثل عندما يحب رجل فرنسي ‘باريس’. بالنسبة لي الموضوع ليس حب الأشياء ولكن حب الناس، أحب طيبتهم وروحهم المرحة… أحب هولاء الذين يضموا الآخرين إلى حياتهم، أفراد يشتركون في مساحة ضيقة…”

في العمل، تجسدت رؤية شاهين في استكشاف نبض الشارع ولقاء الناس، مع تسليط الضوء على تحولات المجتمع وارتفاع التيارات الأصولية. ينقل الفيلم إيقاع المدينة بشكل لا يسبق له مثيل، مع التركيز على التوترات التي تعبرها.

يعتبر العمل مثل سيمفونية حقيقية مكرسة لمدينته، مع كل ما تحمله المشاهد من ضوضاء الحياة المصرية الشعبية. حيث يرى “يوسف” أن القاهرة هي فضاء لجميع الصراعات وفي الوقت ذاته فرصة لكل الإمكانيات.
يستعرض الفيلم الحياة اليومية لسكان القاهرة كما هي، متجاوزا الصور السياحية المألوفة ومركزا على الناس العاديين بين جدران منازلهم الضيقة والحياة الصعبة التي يعيشونها.

يتساءل شاهين، كما يفعل في أفلامه الأخرى، عن كيفية تحول الأفراد لتبني التيارات الأصولية والتعصب الديني، ويجيب بأن الفقر يلعب دورا كبيرا في هذه العملية. فلم يغفل المخرج على تسليط الفيلم الضوء بشكل عميق على الظروف الصعبة التي يعيشها سكان القاهرة، وكيف يمكن أن تؤدي هذه الظروف إلى تشكل وجدان اجتماعي يفضي إلى التطرف.
هي رحلة سينمائية قصيرة، تمكن من خلالها “يوسف شاهين” من الغوص في أعماق القاهرة كمدينة مليئة بالتناقضات ونابضة بالحياة والحب في نفس الوقت. إنها المدينة التي لا تتخلى عن ملامحها، بل تظل دائما مخلصة لذاتها مهما تغيرت الظروف.