آفاق واسعة ومساحات إبداعية جديدة تقدمها هيئة الثقافة والفنون في دبي “دبي للثقافة” لصناع السينما المحلية والإقليمية، عبر مهرجان “المرموم: فيلم في الصحراء” الذي تنطلق فعالياته مساء اليوم الجمعة الموافق 9 ديسمبر،في محمية المرموم الصحراوية، حيث يُمثل المهرجان الذي تدعم “دبي للثقافة” من خلاله مبادرة “أجمل شتاء في العالم”، منصة سينمائية مبتكرة لتمكين صناع الأفلام من عرض قصصهم المختلفة، وهو ما يصب في إطار التزام “دبي للثقافة” بتعزيز المشهد السينمائي المحلي، ودعم ورعاية أصحاب المواهب الإبداعية، تحقيقاً لرؤيتها الهادفة إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً للثقافة وحاضنة للإبداع وملتقى للمواهب.
باقة متنوعة من الأفلام وورش العمل التفاعلية والجلسات الحوارية والتركيبات الفنية ومعارض الصور الفوتوغرافية والعروض الحية، تطل بها النسخة الثانية من المهرجان التي تستمر حتى 11 ديسمبر الجاري، وتقام تحت شعار “قصص ترويها الطبيعة”، بهدف دعم صناع الأفلام الناشئة في دبي، وتعزيز مكانة صحراء المرموم وجهةً سياحية ثقافية ومحمية طبيعية ثرية بعناصر التراث والثقافة المحلية، ليعزز ذلك من جهود “دبي للثقافة” الهادفة إلى تطوير منظومة إبداعية متكاملة قادرة على استقطاب صناع الأعمال السينمائية، ورفع مستوى الوعي لدى كافة فئات المجتمع حول دور السينما في تنمية تجاربهم الثقافية.
غرس الشغف
وفي هذا السياق، يقول الشيخ مكتوم بن مروان آل مكتوم، مدير مهرجان المرموم: “يتيح المهرجان أمام الجمهور فرصة التعرف على تفاصيل المشهد السينمائي المحلي والإقليمي وإمكانيات تنميته، والدور الذي تلعبه هذه الصناعة في تطوير اقتصاد دبي الإبداعي”، مؤكداً على أهمية غرس الشغف بـ “الفن السابع” لدى الأجيال القادمة وتوجيه نظرة صناع الأفلام إلى حكايات المجتمع المختلفة وتقديمها في قوالب فنية متعددة.
من جانبها، أشارت شما يحيى المهيري، مديرة مشروع “المرموم: فيلم في الصحراء” إلى أن كافة فعاليات المهرجان صممت بطريقة احترافية لتلبية احتياجات صناع الأفلام في الإمارات والمنطقة. وقالت: “يتضمن المهرجان الكثير من الفعاليات والجلسات التي نسعى من خلالها إلى تطوير مهارات صناع الأفلام وتمكينهم وتعزيز حضورهم على الساحة المحلية، ما يلبي طموحات “دبي للثقافة” الساعية إلى ترسيخ مكانة دبي مركزاً عالمياً لصناعة السينما”.
عروض وجلسات
تحت سماء المرموم سيضيء المهرجان شاشاته بـ 27 فيلماً تحمل في حكاياتها بصمات العديد من صناع الأفلام الإماراتيين والخليجيين والعرب، وتناقش باقة الأعمال السينمائية العديد من القضايا المجتمعية والبيئية، كما يضم البرنامج طيفاً من الأفلام الوثائقية والصامتة، ومن أبرز هذه الأعمال:”عسل مطر وغبار”للمخرجة الاماراتية نجوم الغانم، و”حين”للمخرج الاماراتي سعيد راشد، وفيلم قصير وثائقي يعرض لأول مرة من مركز الشيخ محمد بن راشد للفضاء عن إطلاق المستكشف راشد، وغيرها الكثير. في حين تتولى المخرجة والشاعرة نجوم الغانم، وطوني المسيح، المدير الإداري في فوكس سينما، والمخرج والمنتج عمر بطي، والمنتجة والمخرجة نهلة الفهد، والمخرجة آمنة بلهول، مهمة تقييم الأفلام المشاركة في مسابقة المهرجان التي تضم فئات الأفلام الوثائقية، وأفلام الانيمشن (التحريك) وأفلامالحركة الحية (لايف أكشن).
23جلسة حوارية وورشة عمل متخصصةيشهدها المهرجان على مدار أيامه الثلاثة، يتولى تقديمها مجموعة من الخبراء في صناعة الأفلام، ومن بينهم أفنان القاسمي كاتبة السيناريو وصاحبة النص الدرامي “بنات الملاكمة”،والتي ستقدم ورشة “كيف تكتب نصاً قابلاًللبيع”، في حين تقدم المنتجة السودانية المقيمة في دبي أمل الجادي ورشة بعنوان “لغة الفيلم” وفيها تضيء على طرق سرد الأفلام وتفاصيلها الدقيقة، كما تستعرض طرق التمثيل وقاعدة هيتشكوك المؤثرة، والعناصر الخمسة التي تشكل القاعدة الأساسية للغة الأفلام. بينما يقدم المصور السينمائي السلوفيني بينو سارادزيتش لجمهور المهرجان خبرته في عمليات المونتاج والتقطيع في ورشة عمل تستعرض أساسيات ما بعد التصوير السينمائي. أما لينا يونس فستقدم ورشة بعنوان “طور فيلمك الوثائقي”، بالإضافة إلى مجموعة أخرى من الجلسات التي يتطلب حضورها تسجيلاً مسبق.
تاريخ السينما
وتبدو فضاءات المهرجان واسعة، حيث سيكون الجمهور على موعد مع مجموعة معارض فنية، من بينها معرض “تاريخ السينما” الذي يتولى الإشراف عليه الفنان عمار العطار، ويمثل المعرض رحلة تروي تاريخ السينما في الإمارات والمنطقة منذ بداياتها الأولى وحتى اليوم، بينما يقدم المصور الإماراتي علي بن ثالث، أمين عام جائزة حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم الدولية للتصوير الضوئي، معرضه الفوتوغرافي الذي يوثق فيه الحياة البرية في صحراء المرموم، وتقدم الفنانة الإماراتية فاطمة آل علي جداريتها حول صناعة الأفلام في الإمارات، في حين ستتاح للجمهور فرصة الاطلاع على العمل التركيبي الفني “تحريك الكثبان” الذي أبدعته الفنانة عائشة بن حاضر، بالإضافة إلى عمل فني تركيبي من إبداع الفنانة شما المزروعي وتصميم جرافيكي مستوحى من السدو من الفنانة سارة الخيال.
على الطرف الآخر، يمثل الاحتفاء بالتاريخ المحلي جزءاً من المهرجان الذي يضيء عبر فعالياته المجانية على جماليات التراث المحلي وأبرز مكوناته وعناصره بالإضافة إلى عرضلمجموعة من الحرف التقليدية الإماراتية، ويأتي ذلك انطلاقاً من حرص “دبي للثقافة” للاستثمار في الأجيال القادمة عبر تحفيزها على الابتكار، والتعريف بثراء التراث الإماراتي والمحافظة عليه وتعزيز حضوره في عقول ونفوس الناشئة.
يذكر أن “دبي للثقافة” حرصت على تصميم فعاليات المهرجان لتتناسب مع إمكانيات أصحاب الهمم، وذلك لإتاحة الفرصة أمامهم للاستمتاع بجماليات السينما والأعمال الفنية والمعارض المصاحبة للمهرجان الذي يقام بالشراكة مع العديد من الجهات الحكومية والخاصة في دبي، وهي: هيئة الطرق والمواصلات في دبي، وبلدية دبي، وهيئة المعرفة والتنمية البشرية، ودائرة الاقتصاد والسياحة، وهيئة كهرباء ومياه دبي “ديوا”، ووزارة التربية والتعليم، ومجموعة طيران الإمارات، وشركة كريم، ومِراس، والجامعة الأمريكية في دبي، و”بكل فخر من دبي”إحدى مبادرات “براند دبي”، و”ترست يور وواتر”، وفوكس سينما، و”وياك،وجامعة زايد،و”نيكون”، و”راين دانس”، و”بروجيكتيو”، وأكاديمية الإعلام الجديد،و”جي تي في” ومركز محمد بن راشد للفضاء.