تمكن فيلم “إلى عالم مجهول” للمخرج الفلسطيني مهدي فليفل، أن يرفع شعار كامل العدد في العروض التي تم إقامتها له ضمن فعاليات الدورة الرابعة من مهرجان البحر الأحمر والتي تقام تحت شعار “للسينما بيت جديد”، وحضر العرض الأول للفيلم عربيا كل من المخرج مهدي فليفل والمنتج جيف أربورن وموزع الفيلم محمد حفظي، وذلك بعد مشاركته في أكثر من 20 مهرجان سينمائي حول العالم، من العرض الأول عالميا له في الدورة الـ 77 لمهرجان كان السينمائي الدولي كما يستعد الفيلم للمشاركة في المسابقة الرسمية لأيام قرطاج السينمائية والذي ستبدأ يوم السبت الموافق 14 ديسمبر وتستمر حتى 21 ديسمبر الجاري بتونس.
الفيلم يروي قصة المحاولات اليائسة لاثنين من أبناء العم الفلسطينيين الذين تقطعت بهم السبل في أثينا لإيجاد وسيلة للوصول إلى ألمانيا. يدخر شاتيلا ورضا المال لدفع ثمن جوازات سفر مزورة للخروج من أثينا. عندما يخسر رضا أموالهما التي حصلا عليها بشق الأنفس بسبب إدمانه للمخدرات، يخطط شاتيلا لخطة متطرفة تتضمن التظاهر بأنهم مهربين وأخذ رهائن في محاولة لإخراجه هو وصديقه من بيئتهما اليائسة قبل فوات الأوان.
وأشار فليفل أنه يهتم بتقديم أعمال عن اللاجئين وعرضها بطرق مختلفة في أعماله، فهو نفسه لاجئ، ويروي من خلال أعماله قصة عاشها بنفسه تحيط به طوال حياته، مؤكدًا أن اللاجئين من كل مكان حولنا، وحلم الوصول إلى أوروبا، هو حلم مشترك بين الكثيرين، وقال “يرتكز الفيلم على العديد من الشخصيات التي التقيتها خلال العقد الذي كنت أوثق فيه الأحداث، يحاول بعض الشباب من مخيمات لبنان الوصول إلى أوروبا. قدمت عدة أفلام، وكانت تُلقي الضوء على رجال يحاولون الوصول إلى أوروبا، وكانت هناك مصادر إلهام عديدة في الفيلم مثل أشعار محمود درويش وإدوارد سعيد، فقد افتتحت الفيلم باقتباس لإدوارد سعيد”.
وكشف أنه يهتم كثيرًا بإضفاء الإثارة على قصصه السينمائية، حتى وإن كان الفيلم يستهدف العرض في المهرجانات وليس لديه فرص كبيرة في العرض الجماهيري، لأن الإثارة مطلوبة في الأحداث كي لا يمل المشاهد، وعن عرض الفيلم في البحر الأحمر فقال “جئت هنا قبل عامين. واستطيع أن أقول بالفعل أن هناك فرقًا. كنت أظن أنني قد أجد حوالي 10 أو 15 متفرجًا فقط في العرض الأول للفيلم هنا، كنت سعيدا بردود الأفعال والحضور، فالعدد كان كبيرا ولم نكن نتوقع لك في عروض الفيلم، ولكن بيعت جميع التاكر، وكم كان رائعا أن أشاهد الفيلم في العالم العربي وأن أرى تفاعل الجمهور مع الفيلم”.