أعلت رئيسة الجمعية التونسية للنهوض بالنقد السينمائي “أنس كمون”، خلال الندوة الصحفية الخاصة بمهرجان الأفلام التونسية القصيرة في دورته الثالثة عشرة،البوم 26 سبتمبر 2025، عن صدور عملين مرجعيين حول مسار الفيلم القصير التونسي، وسيجدان طريقهما إلى القرّاء والمهتمين خلال أيام قرطاج السينمائية في ديسمبر 2025.
الإصدار الأول، بعنوان “Guide des courts-métrages 2011-2020 / Fiction, documentaire et animation”. يأتي في 240 صفحة، ويُعد توثيقا شاملا لإنتاجات عقد كامل تلا ثورة 2011، حين شهدت الساحة السينمائية التونسية تحوّلات جذرية مدفوعة بحرية تعبير جديدة وجرأة فنية لافتة. يرصد الكتاب أبرز الأعمال التي ميّزت تلك الفترة ويقدّم قراءة تحليلية لمضامينها وأشكالها، متوقفا عند التجارب البارزة التي كرّست الفيلم القصير كحقل مفتوح على الابتكار الجمالي والجرأة الفكرية، كما يتضمن بورتريهات لعدد من المخرجين المؤثرين في هذا المسار، بما يمنح الباحثين والمهتمين مرجعا نقديا متكاملا.
أما الإصدار الثاني فهو عمل جماعي (200 صفحة) نابع من ورشات نقدية أشرفت عليها الجمعية التونسية للنقاد السينمائيين، ويضم أكثر من 25 مقالا نقديا إلى جانب نتائج دراسة ميدانية حول استقبال وتوزيع الأفلام القصيرة في تونس. يرصد الكتاب الاتجاهات الجمالية والسردية البارزة في إنتاج ما بعد الثورة، ويساهم في ترسيخ النقد السينمائي الشاب داخل المشهد الثقافي الوطني.
ومن جهتها أكدت أنس كمون في كلمتها، أن هذه الإصدارات تمثل خطوة محورية لحماية الذاكرة السينمائية الوطنية، مشددة أن الفيلم القصير لم يعد مجرد محطة انتقالية في مسيرة المخرجين، بل فضاء فنيا متكاملا يعكس تحولات المجتمع ويبلور ملامح سينما تونسية معاصرة، مشيرةإلى أن أيام قرطاج السينمائية ستكون الفضاء الأنسب لإطلاق هذا المشروع التوثيقي النقدي وإتاحته للباحثين والطلبة والمبرمجين وجميع المهتمين بتاريخ السينما الوطنية ومستقبلها.