فلسطين تسيطر على القائمة القصيرة لجوائز الفيلم الأوروبي

أعلنت الأكاديمية الأوروبية للفيلم عن قائمتها القصيرة للأفلام المتنافسة على جوائزها السنوية لأفضل إنتاجات العام، والتي ضمّت 44 فيلماً روائياً و15 فيلماً وثائقياً و8 أفلام تحريك، جميعها تتنافس على جوائز أفضل الأعمال والمساهمات الأوروبية في السينما.
ومن المقرر أن يُقام الحفل السنوي لتوزيع الجوائز في العاصمة الألمانية برلين يوم 17 يناير 2026

حضور قوي وصوت فلسطيني مرتفع

برز في القائمة القصيرة عدد من الأفلام العربية ذات الإنتاج الأوروبي المشترك، حمل معظمها صوت غزة وفلسطين عالياً، في صورة تعكس أهمية السينما كوسيلة لنشر السردية الفلسطينية للعالم، وكسر الصورة النمطية التي روّجت لها بعض وسائل الإعلام لسنوات طويلة.

وتضم القائمة خمسة أفلام عربية من إخراج صنّاع عرب، ثلاثة منها روائية طويلة وفيلم وثائقي طويل وفيلم قصير، هي:

فلسطين 36 – إخراج آن ماري جاسر (فلسطين)

يتناول الفيلم أحداث عام 1939، إبّان ثورة القرى الفلسطينية ضد الحكم الاستعماري البريطاني، حيث نتابع يوسف وهو يتنقل بين القدس ومنزله الريفي وسط تصاعد التوتر.
الفيلم من بطولة كمال الباش، صالح بكري، هيام عباس، وظافر العابدين، وشهد عرضه العالمي الأول في مهرجان تورنتو السينمائي الدولي، كما رشّحته فلسطين لتمثيلها في سباق الأوسكار 2026

.

صوت هند رجب – إخراج كوثر بن هنية (تونس)

الفيلم هو مرشّح تونس للأوسكار 2026، وقد حصد ست جوائز موازية مرموقة من أصل ثماني خلال مشاركته في الدورة الثانية والثمانين من مهرجان البندقية السينمائي الدولي، بالإضافة إلى جائزة الأسد الفضي.
وسيُعرض الفيلم في سهرة اختتام مهرجان القاهرة السينمائي الدولي هذا العام.

كان ياما كان في غزة – إخراج عرب وناصر طرزان (فلسطين)

فيلم روائي طويل يضع غزة تحت المجهر عبر قصص سكانها، ويعود بالأحداث إلى عام 2007.
تم تصويره بالكامل في مخيم الوحدات بالأردن، وشارك في مهرجان كان السينمائي ضمن قسم “نظرة ما”، حيث فاز بجائزة أفضل إخراج.

مع حسن في غزة – إخراج كمال الجعفري (فلسطين)

فيلم وثائقي صُوّر بالكامل في غزة، يعود فيه المخرج كمال الجعفري إلى لقطات وأرشيفات صوّرها قبل أكثر من عشرين عاماً، ليعيد قراءة الذاكرة الفلسطينية من الداخل.
وقد افتتح الفيلم المسابقة الرسمية للأفلام الوثائقية في مهرجان لوكارنو السينمائي.

أنا سعيد لأنك ميت – إخراج توفيق برهوم (فلسطين)

فيلم قصير للمخرج الفلسطيني الشاب توفيق برهوم، نجح في خطف الأنظار خلال عرضه في مهرجان كان السينمائي الدولي، حيث فاز بـالسعفة الذهبية لأفضل فيلم قصير وسط تصفيق حار من الجمهور والنقّاد.

يؤكد هذا الحضور اللافت للسينما الفلسطينية في المسابقات الأوروبية أن السردية العربية الجديدة استطاعت أن تجد طريقها إلى المنصات العالمية، وأن السينما الفلسطينية لم تعد تروي الألم فقط، بل تعبّر عن الكرامة والذاكرة والهوية، لتصبح غزة والقدس وشخصياتها جزءاً من المشهد السينمائي الأوروبي نفسه.