نشر هذا المقال في عدد شهر ديسمبر 2021
بعد عشر سنوات من احترافه في عالم الصورة من خلال عمله كمساعد في الإخراج واكتسابه خبرة واسعة وانفتاح كبير على السينما، انطلق المصري مراد مصطفى في عالم الإخراج بفيلم “حنة ورد” الذي تحصّل على 17 جائزة من مُشاركته في مهرجانات دوليّة بعد عرضه الأوّل في مهرجان “كليرمون فيران” الدولي بفرنسا ليستمرّ مراد مصطفى في الإشعاع و البروز في ساحات السينما الشاسعة بالأفلام القصيرة التّي تطرح بشدّة قضايا المجتمع المصري و مآزقه و تصدّعاته على البيئات و النفوس المتنوّعة.
واستضافت الدورة 34 لأيام قرطاج السينمائية اخر أعماله,الفيلم القصير “خديجة” ضمن المسابقة الرسمية للأفلام القصيرة.
ويتمحور هذا الفيلم حول أم شابة تعيش بمفردها مع ابنها بعد أن تركهما رب الأسرة ليعمل في مدينة أخرى,ويتابع الفيلم جولة الأم في الشوارع التي يملؤها الضغط و الصخب لنعيش تبعات هذه الحياة اليومية على قراراتها المصيرية التي يمكن أن تكون صادمة وفي هذا السياق أوضح مراد مصطفى بأنه لم يوجه أصابع الاتهام لأي أحد و إنما أشار للمجتمع الذي يقرر مصير الكثيرين وفي هذا نقد غير مباشر للمجتمعات التي تُبيح زواج القاصرات. و يمككنا القول أن هذا الفيلم تربطه علاقة وثيقة بفيلمه الأول “حنة ورد” فكلاهما يُصور المجتمع المصري في شخصية مصرية.
مراد مصطفى رسم نهجا تصويريا خاصا به إذ يجعل الكاميرا جسدا حيّا تغوص بكل خفّة و سلاسة داخل المجتمعٍ لتلتقط نتوءاته الصغيرة و الحساسة و استعمال أسلوب الصدمة الذي يجعل به المشاهد يصل إلى حالة اختناق فعلية.
- نور الهدى العوني