كشفت الناقدة السينمائية المصرية أمنية عادل عن إصدارها الجديد «مسيرة صنّاع السينما الخفية: السينما التسجيلية في مصر»، الذي سيُطرح ضمن فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب من 2 إلى 11 أكتوبر 2025 بجناح B-185، والصادر عن الموسوعة السعودية للسينما. وفي تصريح خاص لمجلة “سكرين عربية”، أكدت عادل أن هذا الكتاب يمثل بالنسبة لها محطة فارقة في مسيرتها النقدية، باعتباره ثمرة سنوات من البحث والتقصي في مسار طالما ظل مهمشا في الكتابات السينمائية العربية.
وأضافت عادل أنها “تحتفل اليوم بصدور كتابها الأول في مجال السينما بالتزامن مع ذكرى صدور روايتها الأولى قبل سنوات”، واصفة التجربة بأنها “صدفة جميلة” ومؤكدة امتننانها لكل من دعمها في هذه الرحلة. وأوضحت أن الدافع وراء الكتاب كان الإحساس بضرورة إعادة الاعتبار للأفلام التسجيلية التي كثيرا ما وُضعت في الظل، رغم أن العديد من كبار صناع السينما الروائية خاضوا هذا المجال وتركوا فيه بصمات مهمة.
وأشارت الناقدة المصرية إلى أن الكتاب يسلط الضوء على تجارب أسماء كبرى مثل صلاح أبو سيف، يوسف شاهين، كمال الشيخ، عاطف سالم، وغيرهم ممن ارتبط اسمهم بالسينما الروائية، لكنهم في الوقت ذاته قدّموا أفلاماً تسجيلية ذات قيمة فنية وتاريخية. وتابعت: “ما حاولت فعله هو رصد هذه التجارب وتحليلها، ثم مقاربتها بأعمالهم الروائية لرؤية أوجه التشابه والتباعد، وهو ما يفتح بابا لنقاش نقدي أوسع حول طبيعة الإبداع السينمائي في مصر”.
وتابعت في حديثها لـ”سكرين عربية”: “الكتاب يتوزع على خمسة فصول رئيسية، وهي:
الفصل الأول: بدايات السّينما التسجيلية في العالم
الفصل الثاني: السينما المصرية والسينما التسجيلية القصيرة في تاريخها
الفصل الثالث: مخرجو السينما الجماهيرية على شرائط سينمات مغايرة – روائيون على أشرطة السينما التسجيلية
الفصل الرابع: مقاربات بين التجارب التسجيلية والروائية لدى الروائيين
الفصل الخامس: لماذا؟.. لماذا هُجرت تلك الأفلام؟”
وعن سؤالنا حول سبب اختيارها لهذا الموضوع تحديداً، قالت: “أشعر أن هناك إغفالاً مقصوداً أو غير مقصود لتجربة السينما التسجيلية في مصر. هذه الأفلام لم تكن مجرد تمارين أو أعمال ثانوية، بل كانت تعبيرا صادقا عن قضايا المجتمع المصري، ورغبة من صانعيها في التواصل المباشر مع الجمهور”.
وأوضحت عادل أن تجربتها البحثية كانت شاقة لكنها ملهمة، حيث استعانت بأكثر من مئة مرجع إلى جانب مشاهدة واسعة للأفلام المتاحة. وتابعت قائلة: “الرحلة كلها قامت على إشكالية نقدية جوهرية: هل هناك اختلاف فعلاً بين الرؤية الروائية والتسجيلية لدى هؤلاء المخرجين أم أن هناك تداخلاً خفياً بين النوعين؟”.
وفي ختام حديثها، أكدت أمنية عادل أن الأثر الذي تطمح أن يتركه الكتاب هو إثارة الانتباه إلى هذه التجارب الطموحة، وفتح الباب أمام مشروع أكبر يتمثل في إعادة ترميم وعرض هذه الأفلام التي يعاني الكثير منها من الإهمال أو التلف. وقالت: “أمنيتي أن يكون هذا الكتاب بداية لرحلة أوسع، لا تقف عند النشر الورقي، بل تمتد لتتيح للجمهور فرصة مشاهدة هذه الأفلام من جديد والتفاعل معها. السينما التسجيلية جزء أصيل من ذاكرتنا الفنية، ولا يجب أن تبقى حبيسة الأرفف أو مهددة بالاندثار”.
