حين تبدو المرحلة وكأنها تمضي نحو التفرقة، التقسيم أو الإخضاع، يُصرّ مهرجان كان السينمائي على إعادة وصل ما انقطع، تمامًا كما تفعل السينما. إنها دعوة للالتقاء، في زمن يزدهر فيه العزوف عن الآخر.
بهذه المقدمة اختار المهرجان أن يعلن عن الملصق الرسمي المزدوج للدورة الثامنة والسبعين، المستلهم من الفيلم الكلاسيكي “رجل وامرأة” (Un homme et une femme) للمخرج كلود لولوش (1966).
وهو الفيلم الذي نال السعفة الذهبية في العام ذاته. وللمرة الأولى في تاريخ المهرجان، يتم اعتماد ملصقين اثنين بدلا من واحد، يتقاسمان مشهد العناق الشهير بين بطلي الفيلم، أنوك إيميه وجان لوي ترينتينيان، على شاطئ خال، في لحظة حميمية تختزل الكثير من الرقة والصمت والبوح غير المنطوق.
مشهد ينطوي على حوار عابر، لكنه يطرح تساؤلا عميقا حول موقع السينما في الوعي الجمعي:
هو: كثيرا ما نقول عن الأمور غير الجدية: “هذا مجرد سينما”.
هي: عجبًا، لماذا لا يؤخذ الفن السابع على محمل الجد؟
هو: لعل السبب أننا لا نلجأ إلى السينما إلا عندما تكون الحياة بخير، هادئة ومطمئنة.
هي: وماذا لو جربنا الذهاب إليها حين تضطرب حياتنا؟
هو: أتقصدين حين تشتد الأزمات؟
هي: نعم… لِمَ لا تكون السينما ملاذنا حين تضيق بنا الدنيا؟ هو: أتقصدين حين تشتد الأزمات؟ هي: نعم… لِمَ لا تكون السينما ملاذنا حين تضيق بنا الدنيا؟
يذكر أن مهرجان كان سيقام هذا العام خلال الفترة من 13 إلى 24 ماي 2025.