غازي العامري:”نحلم بمغرب ثقافي كبير… والمهرجان هو أول الطريق”

You are currently viewing غازي العامري:”نحلم بمغرب ثقافي كبير… والمهرجان هو أول الطريق”

غازي العامري:”نحلم بمغرب ثقافي كبير… والمهرجان هو أول الطريق”

  • Post category:أخبار

في ظل الحاجة المتزايدة إلى بناء جسور التواصل الثقافي داخل الفضاء المغاربي، تنطلق يومي 28 و29 أفريل 2025 الدورة الأولى من مهرجان الثلاثي المغاربي، الذي يشكّل محاولة لإحياء الروابط بين تونس، ليبيا، والجزائر من خلال الفن والإبداع. في تصريح خاص، يؤكد مدير المهرجان غازي العامري أن هذه المبادرة ولدت من رغبة حقيقية في خلق مساحة فنية مشتركة تتجاوز الحدود السياسية والاقتصادية، وتُعيد للمنطقة صوتها الثقافي الجماعي. حوارنا التالي معه يكشف كواليس إطلاق هذا المشروع الطموح، أهدافه، تحدياته، وآفاقه المستقبلية، كما يتوقف عند خصوصية المزج بين السينما والبودكاست كوسيلتين سرديتين متكاملتين في قلب التجربة المغاربية الجديدة.

ما الذي دفعكم إلى إطلاق مهرجان الثلاثي المغاربي؟


الدافع الأساسي كان الرغبة في خلق مساحة فنية مشتركة تُعزز التبادل الثقافي بين البلدان المغاربية، خاصة في ظل التحديات السياسية والاقتصادية التي تعيق في كثير من الأحيان التعاون الفعّال بينها. رأينا أن الفن يمكن أن يكون جسرًا حقيقيًا بين الشعوب، والمهرجان جاء ليجسّد هذا الطموح على أرض الواقع.

كيف يساهم المهرجان في تعزيز الروابط الثقافية والفنية بين تونس، ليبيا، والجزائر؟


المهرجان يُوفر منصة للفنانين وصانعي المحتوى من الدول الثلاث لعرض أعمالهم، تبادل الخبرات، وفتح حوارات حول القضايا المشتركة. كما يُتيح للجمهور المغاربي التعرف على إبداعات جيرانه في جو تفاعلي حي، مما يعزز الشعور بالانتماء لمجال ثقافي مشترك.

“من تونس إلى الجزائر وليبيا… نكتب فصلاً جديدًا من الحكاية المغاربية”

— غازي العامري

هل هناك خطط لتوسيع نطاق المهرجان مستقبلاً ليشمل دولاً مغاربية أخرى أو دولية؟


نعم، هذا من طموحاتنا المستقبلية. نأمل أن تشمل النسخ القادمة مشاركات من موريتانيا والمغرب، وربما من الجاليات المغاربية في أوروبا. كما نطمح للتعاون مع مهرجانات دولية تُعنى بالثقافات المتقاطعة، لتوسيع آفاق الحضور والتأثير.

المهرجان يجمع بين السينما والبودكاست، فما الذي يميز هذه التوليفة؟


السينما والبودكاست كلاهما وسيلتان سرديتان قويتان، لكنهما يشتغلان على مستويات حسية مختلفة. الجمع بينهما يُتيح تنوعًا في التجربة الفنية: من الصورة والصوت في السينما، إلى التركيز السمعي والتخييل في البودكاست. هذا التنوع يُحفّز المتلقي ويعكس روح العصر، حيث تتقاطع الفنون وتتداخل.

هل هناك ثيمة معينة للدورة الأولى؟ أم أن البرمجة مفتوحة لمواضيع مختلفة؟


الدورة الأولى دعوة مفتوحة لتسليط الضوء على قصص من الهامش، تجارب فردية وجماعية تعبّر عن واقعنا المغاربي، من دون تقييد بنوع معيّن أو موضوع محدد. نهدف إلى التنوع والاحتفاء بالاختلافات.

“نحلم بمغرب ثقافي كبير… والمهرجان هو أول الطريق”

— غازي العامري


تنظيم مهرجان ثلاثي يتطلب تنسيقاً دقيقاً بين بلدان مختلفة من حيث البنية التحتية والإنتاج الثقافي، ما أبرز العراقيل والتحديات التي واجهتموها؟


التحديات كانت كثيرة، بدءًا من تفاوت الإمكانيات التقنية واللوجستية، مرورًا بالإجراءات الإدارية المختلفة، وصولًا إلى صعوبات التمويل والتنقل بين الدول. لكن إيمان الفرق المشاركة بهذا المشروع، وروح التضامن التي سادت، ساهمت في تجاوز الكثير من العراقيل، ولو بشكل جزئي. ما زال الطريق طويلًا، لكننا على يقين أن الخطوة الأولى قد وُضعت بنجاح